أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا (٦)
﴿أَلَمْ نَجْعَلِ الأرض﴾ لما أنكروا البعث قيل لهم ألم يخلق من أضيف إليه البعث هذه الخلائق العجيبة فلم تنكرون قدرته على البعث وما هو إلا اختراع كهذه الاختراعات أو قيل لهم لم فعل هذه الأشياء والحكيم لا يفعل عبثاً وإنكار البعث يؤدي إلى أنه عابث في كل ما فعل ﴿مهادا﴾ فراشاً فرشناها لكم حتى سكنتموها
وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا (٧)
﴿والجبال أوتادا﴾ للأرض لئلا تميد بكم
وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا (٨)
﴿وخلقناكم أزواجا﴾ ذكر وأنثى
وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا (٩)
﴿وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتاً﴾ قطعاً لأعمالكم وراحة لأبدانكم والسبب القطع
وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا (١٠)
﴿وجعلنا الليل لِبَاساً﴾ ستراً يستركم عن العيون إذا أردتم إخفاء ما لا تحبون الاطلاع عليه
وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا (١١)
﴿وجعلنا النهار معاشا﴾ وقت معاش تنقلبون في حوائجكم ومكاسبكم
وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا (١٢)
﴿وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعاً﴾ سبع سموات ﴿شِدَاداً﴾ جمع شديدة أي محكمة قوية لا يؤثّر فيها مرور الزمان أو غلاظاً غلظ كل واحدة مسيرة خمسمائة عام
وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا (١٣)
﴿وجعلنا سراجا وهاجا﴾ مضيا وقّاداً أي جامعاً للنور والحرارة والمراد الشمس
وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا (١٤)
﴿وَأَنزَلْنَا مِنَ المعصرات﴾ أي السحائب إذا أعصرت أي شارفت أن تعصرها الرياح فتمطر ومنه أعصرت الجارية إذا دنت أن تحيض أو الرياح لانها تنشىء السحاب وتدر أخلافه فيصح أن يجعل مبدأ للإنزال وقد جاء أن الله تعالى يبعث الرياح فتحمل الماء من السماء إلى السحاب ﴿مَاءً ثَجَّاجاً﴾ منصباً بكثرة
لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَبَاتًا (١٥)
﴿لِّنُخْرِجَ بِهِ﴾ بالماء ﴿حَبّاً﴾ كالبر والشعير ﴿وَنَبَاتاً﴾ وكلأ
وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا (١٦)
﴿وجنات﴾ بساتين ﴿أَلْفَافاً﴾ ملتفة الأشجار واحدها لف كجذع وأجذاع ولفيف كشريف وأشراف أولا واحد له كأوزاع أو هي جمع الجمع فهي جمع لف واللف جمع لفاء وهي شجرة مجتمعة ولا وقف من أَلَمْ نَجْعَلِ إلى ألفافا والوقف الضروري على أوتادا معاشا
إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا (١٧)
﴿إن يوم الفصل﴾ بين المحسن والمسييء والمحق والمبطل ﴿كان ميقاتا﴾


الصفحة التالية
Icon