فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ (١٣)
﴿فَإِنَّما هي زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ﴾ متعلق بمحذوف أي لا تحسبوا تلك الكرة صعبة على الله عزوجل فإنها سهلة هينة في قدرته فما هي إلا صيحة واحدة يريد النفخة الثانية من قولهم زجر البعير إذا صاح عليه
فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ (١٤)
﴿فإذا هم بالسَّاهِرةِ﴾ فإذا هم أحياء على وجه الأرض بعد ما كانوا أمواتاً في جوفها وقيل الساهرة أرض بعينها بالشأم إلى جنب بيت المقدس أو أرض مكة أو جهنم
هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى (١٥)
﴿هل أتاك حديث موسى﴾ استفهام يتضمن التنبيه على أن هذا مما يجب أن يشيع والتشريف للمخاطب به
إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى (١٦)
﴿إذ ناداه رَبُّهُ﴾ حين ناداه ﴿بالوَادِ المقَدَّسِ﴾ المبارك المطهر ﴿طوًى﴾ اسمه
اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (١٧)
﴿اذهب إلى فرعون﴾ على إرادة القول ﴿إنَّهُ طغى﴾ تجاوز الحد في الكفر والفساد
فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى (١٨)
﴿فقل هل لّك إلى أن تزكى﴾ هل لك ميل إلى أن تتطهر من الشرك والعصيان بالطاعة والإيمان وبتشديد الزاي حجازي
وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى (١٩)
﴿وَأَهْدِيَكَ إلى رَبِّكَ﴾ وأرشدك إلى معرفة الله بذكر صفاته فتعرفه ﴿فتخشى﴾ لأن الخشية لا تكون إلا بالمعرفة قال الله تعالى إنما يخشى الله من عباده العلماء أي العلماء به وعن بعض الحكماء اعرف الله فمن عرف الله لم يقدر أن يعصيه طرفة عين فالخشية ملاك الأمر من خشي الله أتى منه كل خير ومن أمن من اجترأ على كل شر ومنه لحديث من خاف أدلج ومن أدلج بلغ المنزل بدأ مخاطبته بالاستفهام الذي معناه العرض كما يقول الرجل لضيفه هل لك أن تنزل بنا وأردفه الكلام الرقيق ليستدعيه باللطف في القول ويستنزله بالمداراة عن عتوه كما أمر بذلك في قوله تعالى فقولا له قولاً لينا