والهوى ميل النفس إلى شهواتها
فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى (٤١)
﴿فإن الجنة هي المأوى﴾ أى المرجع
يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا (٤٢)
﴿يسألونك عَنِ السَّاعَةِ أيَّانَ مُرْسَاهَا﴾ متى إرساؤها أي إقامتها يعني متى يقيمها الله تعالى ويثبتها
فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا (٤٣)
﴿فيم أنت من ذكراها﴾ فى أى شيء أنت من أن تذكر وقتها لهم وتعلمم به أى ماأنت من ذكراها لهم وتبيين وقتها في شيء كقولك ليس فلان من العم فى شىء وكان رسول الله ﷺ لم يزل يذكر الساعة ويسأل عنها حتى نزلت فهو على هذا تعجب من كثرة ذكره لها أي أنهم يسألونك عنها فلحرصك على جوابهم لا تزال تذكرها وتسأل عنها
إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا (٤٤)
﴿إلى رَبِّكَ مُنتَهَاها﴾ منتهى علمها متى تكون لا يعلمها غيره أو فيم إنكار لسؤالهم عنها أي فيم هذا السؤال ثم قال أنت من ذكراها أي إرسالك وأنت آخر الأنبياء علامة من علاماتها فلا معنى لسؤالهم عنها ولا يبعد أن يوقف على هذا على فيم أنت من ذكراها متصل بالسؤال أي يسألونك عن الساعة أيان مرساها ويقولون أين أنت من ذكراها ثم استأنف فقال إلى ربك منتهاها
إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشَاهَا (٤٥)
﴿إنّما أنت منذر من يخشاها﴾ أي لم تبعث لتعلمهم بوقت الساعة وإنما بعثت لتنذر من أهوالها من يخاف شدائدها. منذر منون يزيد وعباس
كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا (٤٦)
﴿كَأنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا﴾ أي الساعة ﴿لم يَلْبَثُوا﴾ في الدنيا ﴿إلاَّ عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا﴾ أي ضحى العشية استقلوا مدة لبثهم في الدنيا لما عاينوا من الهول كقوله لم يلبثوا إلا ساعة من نهار وقوله قالوا لبثنا يوماً أو بعض يوم وإنما صحت إضافة الضحى إلى العشية للملابسة بينهما لاجتماعهما في نهار واحد والمراد أن مدة لبثهم لم تبلغ يوماً كاملاً ولكن أحد طرفي النهار عشيته أو ضحاه والله أعلم