للشفيع لأجله وهي اللام الثانية فى قولك أذن لزيد لعمر وأى لأجله وهذا تكذيب لقولهم هَؤُلاء شفعاؤنا عِندَ الله أَذِنَ لَهُ كوفي غير عاصم إلا الأعشى ﴿حتى إِذَا فُزّعَ عَن قُلُوبِهِمْ﴾ أي كشف الفزع عن قلوب الشافعين المشفوع لهم بكلمة يتكلم بها رب العزة في اطلاق الاذن وفزع شامي أي الله تعالى والتفزيع إزالة الفزع وحتى غاية لما فهم من أن ثم انتظار اللاذن وتوقفاً وفزعاً من الراجين للشفاعة والشفعاء هل يؤذن لهم أولا يؤذن لهم كأنه قيل يتربصون ويتوقعون ملياً فزعين حتى إذا فزع عن قلوبهم قَالُواْ سأل بعضهم بعضاً مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُواْ قال الحق أى القول وهو الإذن بالشفاعة لمن ارتضى ﴿وَهُوَ العلى الكبير﴾ ذو العو والكبرياء ليس لملك ولا نبي أن يتكلم ذلك اليوم إلا بإذنه وان يشفع إلا لمن ارتضى
قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (٢٤)
﴿قُلْ مَن يَرْزُقُكُمْ مّنَ السماوات والأرض قُلِ الله﴾ أمره بأن يقررهم بقوله مَن يَرْزُقُكُم ثم أمره بأن يتولى الإجابة والإقرار عنهم بقوله يرزقكم الله وذلك للإشعار بأنهم مقرون به بقلوبهم إلا أنهم بما أبوا أن يتكلموا به لأنهم إن تفوهوا بأن الله رازقهم لزمهم أن يقال لهم فمالكم لا تعبدون من يرزقكم وتؤثرون عليه من لا يقدر على الرزق وأمره أن يقول لهم بعد الإلزام والإلجام الذي إن لم يزد على إقرارهم بألسنتهم لم يتقاصر عنه ﴿وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لعلى هُدًى أَوْ فِى ضلال مُّبِينٍ﴾ ومعناه وإن أحد الفريقين من الموحدين ومن المشركين لعلى أحد الأمرين من الهدى والضلال وهذا من الكلام المنصف الذي كل من سمعه من موالٍ أو منافٍ قال لمن خوطب به قد أنصفك صاحبك وفي درجة بعد تقدم ما قدم من التقرير دلالة غير خفية على من هومن الفريقين على الهدى ومن هو في الضلال المبين ولكن التعريض أوصل بالمجادل إلى الغرض ونحوه قولك للكاذب إن أحدنا لكاذب وخولف بين