﴿هُمْ عَلَيْهَا﴾ أي الكفار على ما يدنو منها من حافات الأخدود ﴿قعود﴾ جلوس على الكراسى
وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ (٧)
﴿وهم﴾ الكفار ﴿على مَا يَفْعَلُونَ بالمؤمنين﴾ من الإحراق ﴿شُهُودٌ﴾ يشهد بعضهم لبعض عند الملك أن أحداً منهم لم يفرط فيما أمر به وفوض اليه من التعذيب وفيه حث المؤمنين على الصبر وتحمل أذى أهل مكة
وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (٨)
﴿وَمَا نَقَمُواْ مِنْهُمْ إِلاَّ أَن يُؤْمِنُواْ﴾ وما عابوا منهم وما أنكروا إلا الإيمان كقوله ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم وقوله... ما نقموا من بنى امية... انهم يحلمون ان غضبوا...
وقرئ نَقَمُواْ بالكسر والفصيح هو الفتح ﴿بالله العزيز الحميد﴾ ذكر الأوصاف التي يستحق بها أن يؤمن به وهو كونه عزيزاً غالباً قادرا يخشى عقابه حميداً منعماً يجب له الحمد على نعمته ويرجى ثوابه
الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (٩)
﴿الذى لَهُ مُلْكُ السماوات والأرض﴾ فكل من فيهما تحق عليه عبادته والخشوع له تقريراً لأن ما نقموا منهم هو الحق الذي لا ينقمه الامبطل وأن الناقمين أهل لانتقام الله منهم بعذاب عظيم ﴿والله على كل شيء شهيد﴾ وعيدلهم يعني أنه علم ما فعلوا وهو مجازيهم عليه
إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ (١٠)
﴿إِنَّ الذين فَتَنُواْ المؤمنين والمؤمنات﴾ يجوز أن يريد بالذين فتنوا أصحاب الأخدود خاصة وبالذين آمنوا المطروحين في الأخدود ومعنى فتنوهم عذبوهم بالنار وأحرقوهم ﴿ثُمَّ لَمْ يَتُوبُواْ﴾ لم يرجعوا عن كفرهم ﴿فَلَهُمْ﴾ في الآخرة ﴿عَذَابُ جَهَنَّمَ﴾ بكفرهم ﴿وَلَهُمْ عَذَابُ الحريق﴾ في الدنيا لما رُوي أن النار