حرفي الجر الداخلين على الهدى والضلال لأن صاحب الهدى كانه مستعل على فرس
سبأ (٣١ - ٢٥)
جواد يركضه حيث شاء والضال كأنه ينغمس فى ظلام لايرى اين يتوجه
قُلْ لَا تُسْأَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنَا وَلَا نُسْأَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ (٢٥)
﴿قل لا تسألون عما أجرمنا ولا نسأل عَمَّا تَعْمَلُونَ﴾ هذا أدخل في الإنصاف من الأول حيث أسند الإجرام إلى المخاطبين وهو مزجور عنه محظور والعمل إلى المخاطبين وهو مأمور به مشكور
قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ (٢٦)
﴿قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا﴾ يوم القيامة ﴿ثُمَّ يَفْتَحُ﴾ يحكم ﴿بَيْنَنَا بالحق﴾ بلا جور ولا ميل ﴿وَهُوَ الفتاح﴾ الحاكم ﴿العليم﴾ بالحكم
قُلْ أَرُونِيَ الَّذِينَ أَلْحَقْتُمْ بِهِ شُرَكَاءَ كَلَّا بَلْ هُوَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (٢٧)
﴿قُلْ أَرُونِىَ الذين أَلْحَقْتُمْ﴾ أي ألحقتموهم ﴿بِهِ﴾ بالله ﴿شُرَكَاء﴾ في العبادة معه ومعنى قوله أَرُونِىَ وكان يراهم أن يريهم الخطأ العظيم في إلحاق الشركاء بالله وأن يطلعهم على حالة الإشراك به ﴿كَلاَّ﴾ ردع وتنبيه أي ارتدعوا عن هذا القول وتنبهوا عن ضلالكم ﴿بَلْ هُوَ الله العزيز﴾ الغالب فلا يشاركه أحدوهو ضمير الشأن ﴿الحكيم﴾ في تدبيره
وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (٢٨)
﴿وَمَا أرسلناك إِلاَّ كَافَّةً لّلنَّاسِ﴾ إلا إرسالة عامة لهم محيطة بهم لأنها إذا شملتهم فقد كفتّهم أن يخرج منها أحد منهم وقال الزجاج معنى الكافة في اللغة الإحاطة والمعنى أرسلناك جامعاً للناس في الإنذار والإبلاغ فجعله حالاً من الكاف والتاء على هذا للمبالغة كتاء الراوية والعلاّمة ﴿بَشِيراً﴾ بالفضل لمن أقر ﴿وَنَذِيرًا﴾ بالعدل لمن أصر ﴿ولكن أَكْثَرَ الناس لاَ يَعْلَمُونَ﴾ فيحملهم جهلهم على مخالفتك
وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (٢٩)
﴿وَيَقُولُونَ متى هذا الوعد﴾ أي القيامة المشار إليها في قوله قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا ﴿إِن كُنتُمْ صادقين﴾