فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى (٥)
﴿فَجَعَلَهُ غُثَاءً﴾ يابساً هشيماً ﴿أحوى﴾ أسود فأحوى صفة لغثاء
سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَى (٦)
﴿سنقرئك فلا تنسى﴾ سنعلمك القرآن حتى لا تنساه
إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى (٧)
﴿إِلاَّ مَا شَاء الله﴾ أن ينسخه وهذا بشارة من الله لبنيه أن يحفظ عليه الوحي حتى لا ينفلت منه شئ إلا ما شاء الله أن ينسخه فيذهب به عن حفظه يرفع حكمه وتلاوته وسأل ابن كيسان النحوي جنيداً عنه فقال فلا تنسى العمل به فقال مثلك يصدر وقيل قوله فَلاَ تنسى على النهي والألف مزيدة للفاصلة كقوله السبيلا أى فلا تفعل قراءته وتكريره فتنساه إلا ما شاء الله أن ينسيكه يرفع تلاوته ﴿إِنَّهُ يَعْلَمُ الجهر وَمَا يخفى﴾ أي إنك تجهر بالقراءة مع قراءة جبريل مخافة التفلت والله يعلم جهرك معه وما في نفسك مما يدعوك إلى الجهر أو ما تقرأ في نفسك مخافة النسيان أو يعلم ما أسررتم وما أعلنتم من أقوالكم وأفعالكم وما ظهر وما بطن من أحوالكم
وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَى (٨)
﴿وَنُيَسِّرُكَ لليسرى﴾ معطوف على سَنُقْرِئُكَ وقوله إِنَّهُ يَعْلَمُ الجهر وَمَا يخفى اعتراض ومعناه ونوفقك للطريقة التي هي أيسر وأسهل يعني حفظ الوحي وقيل للشريعة السمحة التي هي أيسر الشرائع أو توفقك لعمل الجنة
فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى (٩)
﴿فَذَكِّرْ﴾ عظ بالقرآن ﴿إِن نَّفَعَتِ الذكرى﴾ جواب إن مدلول قوله فَذَكِّرْ قيل ظاهره شرط ومعناه استبعاد لتأثير الذكرى فيهم وقيل هو أمر بالتذكير على الإطلاق كقوله فَذَكّرْ إِنَّمَا أنت مذكر غير مشروط بالتفع
سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى (١٠)
﴿سَيَذَّكَّرُ﴾ سيتعظ ويقبل التذكرة ﴿مَن يخشى﴾ الله وسوء العاقبة
وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى (١١)
﴿وَيَتَجَنَّبُهَا﴾ ويتباعد عن الذكرى
فلا يقبلها ﴿الأشقى﴾ الكافر أو الذي هو أشقى الكفر لتوغله فى عداوة رسول الله ﷺ قيل نزلت في الوليد بن المغيرة وعتبة بن ربيعة