أبو عمرو وأبو بكر
تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ (٥)
﴿تسقى من عين آنية﴾ من عين ماء قد انتهى حرها والتأنيث في هذه الصفات والأفعال راجعة إلى الوجوه والمراد أصحابها بدليل قوله
لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ (٦)
﴿لَّيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلاَّ مِن ضَرِيعٍ﴾ وهو نبت يقال له الشِّبرِق فإذا يبس فهو ضريع وهو سم قاتل والعذاب ألوان والمعذبون طبقات فمنهم أكله الزقوم ومنهم أكلة الغلسين ومنهم أكلة الضريع فلا تناقض بين هذه الآية وبين قوله وَلاَ طَعَامٌ إِلاَّ مِنْ غسلين
لَا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ (٧)
﴿لاَّ يُسْمِنُ﴾ مجرور المحل لأنه وصف ضَرِيعٍ ﴿وَلاَ يُغْنِى مِن جُوعٍ﴾ أي منفعتا الغذاء منتفيتان عنه وهما إماطة الجوع وإفادة السمن فى البدن
وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاعِمَةٌ (٨)
﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ﴾ ثم وصف وجوه المؤمنين ولم يقل ووجوه لأن الكلام الأول قد طال وانقطع ﴿نَّاعِمَةٌ﴾ متنعمة في لين العيش
لِسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ (٩)
﴿لِّسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ﴾ رضيت بعملها وطاعتها لما رأت ما أداهم إليه من الكرامة والثواب
فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ (١٠)
﴿فِى جَنَّةٍ عَالِيَةٍ﴾ من علو المكان أو المقدار
لَا تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً (١١)
﴿لاَ تَسْمَعُ﴾ يا مخاطب أو الوجوه ﴿فِيهَا لاغية﴾ أى لغوا أو كملة ذات لغو أو نفساً تلغو لا يتكلم أهل الجنة إلا بالحكمة وحمد الله على ما رزقهم من النعيم الدائم لاَ يَسْمَعُ فيها لاغية مكى وأبو عمرو ولا تُسْمَعُ فِيهَا لاغية نافع
فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ (١٢)
﴿فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ﴾ أي عيون كثيرة كقوله علمت نفس
فِيهَا سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ (١٣)
﴿فِيهَا سُرُرٌ﴾ جمع سرير ﴿مَّرْفُوعَةٍ﴾ من رفعة المقدار أو السمك ليرى المؤمن بجلوسه عليه جميع ما خوله ربه من الملك والنعيم
وَأَكْوَابٌ مَوْضُوعَةٌ (١٤)
﴿وَأَكْوابٌ﴾ جمع كوب وهو القدح وقيل آنية لا عروة لها