الحيوانات ولأنها تجمع جميع المآرب المطلوبة من الحيوان وهي النسل والدر والحمل والركوب والأكل بخلاف غيرها ولأن خلقها أعجب من غيرها فإنه سخرها منقادة لكل من اقتادها لزمتها لا تعاز ضعيفا ولا تمانع صغير اأو براها طوال الأعناق لتنوء بالأوقار وجعلها بحيث تبرك حتى تحمل عن قرب ويسر ثم تنهض بما حملت وتجرها إلى البلاد الشاخطة وصبرها على احتمال العطش حتى إن ظمأها ليرتفع إلى العشر فصاعدا وجعلها ترعى كل ثابت في البراري مما لا يرعاه سائر البهائم
فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ (٢١)
﴿فَذَكِّرْ﴾ فذكرهم بالأدلة ليتفكروا فيها ﴿إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ﴾ ليس عليك إلا التبليغ
لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ (٢٢)
﴿لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ﴾ بمسلط كقوله وَمَا أَنتَ عليهم بجبار بمصيطر مدني وبصري وعلي وعاصم
إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ (٢٣) فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الْأَكْبَرَ (٢٤)
﴿إِلاَّ مَن تولى وَكَفَرَ فَيْعَذِّبُهُ الله العذاب الأكبر﴾ الاستثناء منقطع أى لست بمسئول عليهم ولكن من تولى منهم وكفر بالله فإن لله الولاية عليه والقهر فهو يعذبه العذاب الأكبر وهو عذاب جهنم وقيل هو استثناء من قوله فَذَكِّرْ أي فذكر إلا من انقطع طمعك من إيمانه وتولى فاستحق للعذاب الأكبر وما بينهما اعتراض
إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ (٢٥)
﴿إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ﴾ رجوعهم وفائدة تقديم الظرف التشديد في الوعيد وإن إيابهم ليس إلا إلى الجبار المقتدر على الانتقام
ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ (٢٦)
﴿ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ﴾ فنحاسبهم على أعمالهم ونجازيهم بها جزاء أمثالهم وعلى لتأكيد الوعيد لا الوجوب اذ لا يجب على الله شئ


الصفحة التالية
Icon