قُلْ لَكُمْ مِيعَادُ يَوْمٍ لَا تَسْتَأْخِرُونَ عَنْهُ سَاعَةً وَلَا تَسْتَقْدِمُونَ (٣٠)
﴿قُل لَّكُم مّيعَادُ يَوْمٍ﴾ الميعاد ظرف الوعد من مكان أو زمان وهو هنا الزمان ويدل عليه قراءة من قرأ مّيعَادُ يَوْمٍ فأبدل منه اليوم وأما الإضافة فإضافة تبيين كما تقول بغير سانية ﴿لا تستأخرون عَنْهُ سَاعَةً وَلاَ تَسْتَقْدِمُونَ﴾ أي لا يمكنكم التأخر عنه بالاستمهال ولا التقدم إليه بالاستعجال ووجه انطباق هذا الجواب على سؤالهم أنهم سألوا عن ذلك وهم منكرون له تعنتاً لا استرشاد فجاء الجواب على طريق التهديد مطابقاً للسؤال على الإنكار والتعنت وأنهم مرصدون ليوم يفاجئهم فلا يستطيعون تأخراً عنه ولا تقدماً عليه
وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ نُؤْمِنَ بِهَذَا الْقُرْآنِ وَلَا بِالَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ الْقَوْلَ يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلَا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ (٣١)
﴿وَقَالَ الذين كَفَرُواْ﴾ أي أبو جهل وذووه ﴿لن نؤمن بهذا القرآن وَلاَ بالذى بَيْنَ يَدَيْهِ﴾ أي ما نزل قبل القرآن من كتب الله أو القيامة والجنة والنار حتى إنهم جحدوا أن يكون القرآن من الله وأن يكون لما دل عليه
سبأ (٣٣ - ٣١)
من الاعادة حقيقة ﴿وَلَوْ ترى إِذِ الظالمون مَوْقُوفُونَ﴾ محبوسون ﴿عِندَ رَبّهِمْ يَرْجِعُ﴾ يرد ﴿بَعْضُهُمْ إلى بَعْضٍ القول﴾ في الجدال أخبر عن عاقبة أمرهم ومآلهم فى الآخرة فقال لرسول الله ﷺ أو للمخاطب ولوترى في الآخرة موقفهم وهم يتجاذبون أطراف المحاورة ويتراجعونها بينهم لرأيت العجب فحذف الجواب ﴿يَقُولُ الذين استضعفوا﴾ أي الأتباع ﴿لِلَّذِينَ استكبروا﴾ أي للرؤس والمقدمين ﴿لَوْلاَ أَنتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ﴾ لولا دعاؤكم إيانا إلى الكفر لكنا مؤمنين بالله ورسوله


الصفحة التالية
Icon