أين له منفعة الذكرى
يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي (٢٤)
﴿يقول يا ليتني قَدَّمْتُ لِحَيَاتِى﴾ هذه وهي حياة الآخرة أي ياليتنى قدمت الأعمال الصالحة في الحياة الفانية لحياتي الباقية
فَيَوْمَئِذٍ لَا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ (٢٥)
﴿فَيَوْمَئِذٍ لاَّ يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ﴾ أي لا يتولى عذاب الله أحد لأن الأمر لله وحده في ذلك اليوم
وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ (٢٦)
﴿وَلاَ يُوثِقُ﴾ بالسلاسل والأغلال ﴿وَثَاقَهُ أَحَدٌ﴾ قال صاحب الكشف لا يعذب أحدا حد كعذاب الله ولا يوثق
{يا أيتها النفس المطمئنة {
سورة البلد
بسم الله الرحمن الرحيم
أحد أحداً كوثاق الله لاَّ يُعَذِّبُ وَلاَ يوثق على وهى قراءة رسول الله ﷺ ورجع إليها أبو عمرو في آخر عمره والضمير يرجع إلى الإنسان الموصوف وهو الكافر وقيل هو أبي بن خلف أي لا يعذب أحد مثل عذابه ولا يوثق بالسلاسل مثل وثاقه لتناهيه في كفره وعناده ثم يقول الله تعالى للمؤمنيَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (٢٧)
﴿يا أيتها النفس﴾ إكراماً له كما كلم موسى عليه السلام أو يكون على لسان ملك ﴿المطمئنة﴾ الآمنة التي لا يستفزها خوف ولا حزن وهى النفس المؤمنة أو المطئنة إلى الحق التي سكّنها ثلج اليقين فلا يخالجها شك ويشهد للتفسير الأول قراءة أبي يا أيتها النفس الآمنة المطئنة وإنما يقال لها عند الموت أو عند الموت أو عند البعث أو عند دخول الجنة
ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً (٢٨)
﴿ارجعى إلى﴾ موعد ﴿رَبِّكِ﴾ أو ثواب ربك ﴿رَّاضِيَةٍ﴾ من الله بما أوتيت ﴿مَّرْضِيَّةً﴾ عند الله بما عملت
فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (٢٩)
﴿فادخلى فِى عِبَادِى﴾ في جملة عبادي الصالحين فانتظمي في سلكهم
وَادْخُلِي جَنَّتِي (٣٠)
﴿وادخلى جَنَّتِى﴾ معهم وقال أبو عبيدة أي مع عبادى أوبين عبادي أي خواصي كما قال وَأَدْخِلْنِى بِرَحْمَتِكَ فى عبادك الصالحين وقيل النفس الروح ومعناه فادخلى فى أجسام عبادي كقراءة عبد الله بن مسعود فِي جسد عبدى ولما مات بن عباس بالطائف جاء طائر لم ير على خلقته فدخل في نعشه فلما دفن تليت هذه الآية على شفير الفبر ولم يدر من تلاها قيل نزلت في حمزة بن عبد المطلب وقيل في خبيب بن عدي الذي صلبه أهل مكة وجعلوا وجهه إلى المدينة فقال اللهم إن كان لي عندك خير فحول وجهي نحو قبلتك فحول الله وجهه نحوها فلم يستطع أحد أن يحوله وقيل هي عامة في المؤمنين إذ العبرة لعموم اللفظ لا لخصوص السبب