طاعتهم وصبرهم عل الابتلاء بالشيخوخة والهرم وعلى مقاساة المشاق والقيام بالعبادة
فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ (٧)
والخطاب في ﴿فَمَا يُكَذّبُكَ بَعْدُ بالدين﴾ للإنسان على طريقة الالتفات أي فما سبب تكذيبك بعد هذا البيان القاطع والبرهان الساطع بالجزاء والمعنى أن خلق الإنسان من نطفة وتقويمه بشراً سوياً وتدريجه في مراتب الزيادة إلى أن يكمل ويستوى ثم تنكيسه إلى أن يبلغ أرذل العمر لا ترى دليلاً أوضح منه على قدرة الخالق وأن من قدر على خلق الإنسان وعلى هذا كله لم يعجز عن اعادته فما سبب تكذبيك بالجزاء أو لرسول الله ﷺ فمن ينسبك إلى الكذب بعد هذا الدليل فما بمعنى من
أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ (٨)
﴿أَلَيْسَ الله بِأَحْكَمِ الحاكمين﴾ وعيد للكفار وأنه يحكم عليهم بما هم أهله وهو من الحكم والقضاء والله أعلم