محذوف تقديره إن كان على الهدى أو أمر بالتقوى ألم يعلم بأن الله يرى وإنما حذف لدلالة ذكره في جواب الشرط الثاني وهذا كقولك ان أكرمتك أتكرمنى وأرأيت الثانية مكررة زائدة للتوكيد
كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ (١٥)
﴿كَلاَّ﴾ ردع لأبي جهل عن نهيه عن عبادة الله وأمره بعبادة الأصنام ثم قال ﴿لَّئِن لَّمْ يَنتَهِ﴾ عما هو فيه ﴿لَنَسْفَعاً بالناصية﴾ لنأخذن بناصيته ولنسجنه بها إلى النار والسفع القبض على الشئ وجذبه بشدة وكتبها في المصحف بالألف على حكم الوقف واكتفى بلام العهد عن الإضافة بأنها ناصية المذكور
نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ (١٦)
﴿نَاصِيَةٍ﴾ بدل من الناصية لأنها وصفت بالكذب والخطأ بقوله ﴿كاذبة خاطئة﴾ على الإسناد المجازي وهما لصاحبها حقيقة وفيه من الحسن والجزالة ما ليس في قولك ناصية كاذب خاطئ
فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ (١٧) سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ (١٨)
﴿فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ سَنَدْعُ الزبانية﴾ النادي المجلس الذي يجتمع فيه القوم والمراد أهل النادي روي أن أبا جهل مر بالنبي عليه السلام وهو يصلي فقال ألم أنهك فأغلظ له رسول الله عليه السلام فقال أنهددنى وأنا أكثر أهل الوادي نادياً فنزل والزبانية لغة الشرط الواحد زبنية من الزبن وهو الدفع والمراد ملائكة العذاب وعنه عليه السلام ولو دعا ناديه لأخذته الزبانية عياناً
كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ (١٩)
﴿كَلاَّ﴾ ردع لأبي جهل ﴿لاَ تُطِعْهُ﴾ أي اثبت على ما أنت عليه من عصيانه كقوله فلا تطع المكذبين ﴿واسجد﴾ ودم على
سجودك يريد الصلاة ﴿واقترب﴾ وتقرب إلى ربك بالسجود فإن أقرب ما يكون العبد إلى ربه إذا سجد كذا الحديث والله أعلم


الصفحة التالية
Icon