وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (٢)
﴿وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ القدر﴾ أي لم تبلغ درايتك غاية فضلها ثم بين له ذلك بقوله
لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (٣)
﴿لَيْلَةُ القدر خَيْرٌ مّنْ أَلْفِ شَهْرٍ﴾ ليس فيها ليلة القدر وسبب ارتقاء فضلها إلى هذه الغاية ما يوجد فيها من تنزل الملائكة والروح وفصل كل أمر حكيم وذكر في تخصيص هذه المدة أن النبى عليه السلام ذكر رجلا من بنى إسرائيل فبس السلاح في سبيل الله ألف شهر فعجب المؤمنون من ذلك وتقاصرت إليهم أعمالهم فأعطوا ليلة هى خير من مدة ذلك كالغازى
تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (٤)
﴿تَنَزَّلُ الملائكة﴾ إلى السماء الدنيا أو إلى الأرض ﴿والروح﴾ جبريل أو خلق من الملائكة لا تراهم الملائكة إلا تلك الليلة أو الرجمة ﴿فِيهَا بِإِذْنِ رَبّهِم مّن كُلّ أَمْرٍ﴾ أي تنزل من أجل كل أمر قضاه الله لتلك السنة إلى قابل وعليه وقف
سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (٥)
﴿سلام هي﴾ ما هى إلاسلامة خبر ومبتدأ أي لا يقدّر الله فيها إلا السلامة والخير ويقتضى في غيرها بلاء وسلامة أو ما هي الاسلام لكثرة ما يسلمون على المؤمنين قيل لا يلقون مؤمناً ولا مؤمنة إلا سلموا عليه في تلك الليلة ﴿حتى مَطْلَعِ الفجر﴾ أي إلى وقت طلوع الفجر وبكسر اللام علي وخلف وقد حرم من السلام الذين كفروا والله أعلم


الصفحة التالية
Icon