فيخرج من دبره وعلى كل حجر اسم من يقع عليه ففروا وهلكوا وما مات أبرهة حتى انصدع صدره عن قلبه وانفلت وزيره أبو يكسوم وطائر يحلق فوقه حتى بلغ النجاشي فقص عليه القصة فلما أتمها وقع عليه الحجر فخر ميتاً بين يديه وروي أن أبرهة أخذ لعبد المطلب مائتي بعير فخرج إليه فيها فعظم في عينه وكان رجلاً جسيماً وسيماً وقيل هذا سيد قريش وصاحب عيرمكة الذي يطعم الناس في السهل والوحوش في رءوس الجبال فلما ذكر حاجته قال سقطت من عيني جئت لأهدم البيت الذي هو دينك ودين آبائك وشرفكم في قديم الدهر فألهاك عنه ذود أخذلك فقال أنا رب الإبل وللبيت رب سيمنعه
أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ (٢)
﴿أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِى تَضْلِيلٍ﴾ في تضييع وإبطال يقال ضلل كيده إذا جعله ضالاً ضائعا وقيل لامرئ القيس الملك الضليل لأنه ضلل ملك أبيه أى ضيعه يعنى أنهم كادوا البيت او ببناء القليس ليصرفوا وجو الحاج إليه فضلل كيدهم بإيقاع الحريق فيه وكادوه ثانيا بارادة هدمه فضلل كيدهم بارسل الطير عليهم
وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ (٣)
﴿وأرسل عليهم طيرا أبابيل﴾ خزائق الواحدة إبالة قال الزجاج جماعات من ههنا وجماعات من ههنا
تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ (٤)
﴿ترميهم﴾ وقرأ أبو حنيفة رضى الله عنه يرميهم أي الله أو الطير لأنه اسم جمع مذكر وإنما يؤنث على المعنى ﴿بِحِجَارَةٍ مّن سِجّيلٍ﴾ هو معرب من سنككل وعليه الجمهور أي الآجر
فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ (٥)
﴿فجعلهم كعصف مأكول﴾ زرع أكله الدود.


الصفحة التالية
Icon