والتكنية تكرمة لاشتهاره بها دون الامم أو لكراهة اسمه فاسمه عبد العزى أو لأن مآله إلى نار ذات لهب فوافقت حاله كنيته أَبِى لَهَبٍ مكي
مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ (٢)
﴿ما أغنى عنه ماله﴾ ماللنفي ﴿وما كسب﴾ مرفوع وما موصولة أو مصدرية أي ومكسوبه أو وكسبه أي لم ينفعه ماله الذي ورثه من ابيه والذي كسبه بنفسه أو ماله التالد والطارف وعن ابن عباس رضي الله عنهما ماكسب ولده وروي أنه كان يقول إن كان ما يقول ابن أخي حقاً فأنا أفتدي منه نفسي بمالي وولدي
سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ (٣)
﴿سيصلى نَاراً﴾ سيدخل سيصلى البرجمي عن أبي بكر والسين للوعيد أي هو كائن لامحالة وإن تراخى وقته ﴿ذَاتَ لَهَبٍ﴾ توقد
وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (٤)
﴿وامرأته﴾ هي أم جميل بنت حرب أخت أبي سفيان ﴿حَمَّالَةَ الحطب﴾ كانت تحمل حزمة من الشوك والحسك فتنثرها بالليل في طريق رسول الله ﷺ وقيل كانت تمشي بالنميمة فتشعل نار العداوة بين الناس ونصب عاصم حَمَّالَةَ الحطب على الشتم وأنا أحب هذه القراءة ولقد توسل إلى رسول الله ﷺ بجميل من أحب شتم أم جميل وعلى هذا يسوغ الوقف على امراته لأنها حَمَّالَةَ الحطب على أنها خبر وامرأته أو هي حمالة
فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ (٥)
﴿فِى جِيدِهَا حَبْلٌ مّن مَّسَدٍ﴾ حال أو خبر آخر والمسد الذي قتل من الحبال فتلاً شديداً من ليف كان أو جلدا وغيرهما والمعنى في جيدها حبل مما مسد من الحبال وأنها تحمل تلك الحزمة من الشوك وتربطها في جيدها كما يفعل الحطابون تحقيراً لها وتصويراً لها بصورة بعض الحطابات لتجزع من ذلك ويجزع بعلها وهما في بيت العز والشرف وفي منصب التروة والجدة والله اعلم