وبالخامس المفسدين لعطفه على المعوذ منه
مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (٤)
﴿مِن شَرّ الوسواس﴾ هو اسم بمعنى الوسوسة كالزلزال بمعنى الزلزلة وأما المصدر فوسواس بالكسر كالزلزال والمراد به الشيطان سمي بالمصدر كأنه وسوسة في نفسه لأنها شغله الذي هو عاكف عليه أو أريد ذو الوسواس والوسوسة الصوت الخفي ﴿الخناس﴾ الذي عادته أن يخنس منسوب الى الخنوس وهو التأخر كالعواج والنتات لما روي عن سعيد بن جبير إذا ذكر الإنسان ربه خنس الشيطان وولى وإذا غفل رجع ووسوس إليه
الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (٥)
﴿الذى يُوَسْوِسُ فِى صُدُورِ الناس﴾ في محل الجر على الصفة أو الرفع أو النصب على الشتم وعلى هذين الوجهين يحسن الوقف على الخناس
مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ (٦)
﴿مِنَ الجنة والناس﴾ بيان للذي يوسوس على أن الشيطان ضربان جني وإنسي كما قال شياطين الانس والجن وعن أبى ذر رضى الله عنه أنه قام لرجل هل تعوذت بالله من شيطان الإنس روي أنه عليه السلام سحر فمرض فجاءه ملكان وهو نائم فقال أحدهما لصاحبه ما باله فقال طُبّ قال ومن طبه قال لبيد بن أعصم اليهودي قال وبم طبه قال بمشط ومشاطة في جف طلعة تحت راعوفة فى بئر ذى أروان فانتبه ﷺ فبعث زبيرا وعليا وعمارا رضى الله عنهم فنزحوا ماء البئر وأخرجوا الجف فإذا فيه مشاطة رأسه وأسنان من مشطه وإذا فيه وتر معقد فيه إحدى عشرة عقدة مغروزة بالإبر فنزلت هاتان السورتان فكلما قرأ جبريل آية انحلت عقدة حتى قال ﷺ عندانحلال العقدة الأخيرة كأنما نشط من عقال وجعل جبريل يقول بسم الله أرقيك والله يشفيك من كل داء