وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (٤)
﴿وَإِن يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ﴾ نعى به على قريش سوء تلقيهم لآيات الله وتكذيبهم بها
فاطر (٨ - ٤)
وسلى رسوله بأن له في الأنبياء قبله أسوة ولهذا نكر رُسُل أي رسل ذوو عدد كثير وأولو آيات ونذر وأهل اعمار طوال وأصحاب صبر وعزم لأنه أسلى له وتقدير الكلام وإن يكذبوك فتأس بتكذيب الرسل من قبلك لأن الجزاء يتعقب الشرط ولو أجرى على الظاهر يكوو سابقاً عليه ووضع فَقَدْ كُذّبَتْ رُسُلٌ مّن قبلك موضع فتأس استغناء بالسبب عن السبب أى بالتكذيب عن التأسي ﴿وَإِلَى الله تُرْجَعُ الأمور﴾ كلام يشتمل على الوعد والوعيد من رجوع الأمور إلى حكمه ومجازاة المكذّب والمكذّب بما يستحقانه ترجع بفتح التاء شامي وحمزة وعلي ويعقوب وخلف وسهل
يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ (٥)
﴿يا أيها الناس إِنَّ وَعْدَ الله﴾ بالبعث والجزاء ﴿حَقٌّ﴾ كائن ﴿فلا تغرنكم الحياة الدنيا﴾ فلا تجدعنكم الدنيا ولا يذهلنكم التمتع بها والتلذذ بمنافعها عن العمل للآخرة وطلب ما عند الله ﴿وَلاَ يَغُرَّنَّكُم بالله الغرور﴾ أي الشيطان فإنه يمنِّيكم الأمانيّ الكاذبة ويقول إن الله غني عن عبادتك وعن تكذيبك
إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ (٦)
﴿إِنَّ الشيطان لَكُمْ عَدُوٌّ﴾ ظاهر العداوة فعل بأبيكم ما فعل وأنتم تعاملونه معاملة من لا علم له بأحواله ﴿فاتخذوه عَدُوّاً﴾ في عقائدكم وأفعالكم ولا يوجَدنّ منكم إلا ما يدل على معاداته في سركم وجهركم ثم لخص سر أمره وخطأ من اتبعه بأن غرضه الذي يؤمه في دعوة شيعته هو أن يوردهم مورد الهلاك بقوله ﴿إنما يدعو حِزْبَهُ لِيَكُونُواْ مِنْ أصحاب السعير﴾ ثم كشف الغطاء فبنى الأمر كله على الإيمان وتركه فقال
الَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ (٧)
﴿الذين كَفَرُواْ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ﴾ أي فمن أجابه حين دعاه فله عذاب شديد لأنه صار من حزبه