أحدا إلا الله وبينهما تغاير ففي الأول بيان أن الخاشين هم العلماء وفي الثاني بيان أن المخشي منه هو الله تعالى وقرأ أبو حنيفة وابن عبد العزيز وابن سرين رضى الله عنهم إِنَّمَا يَخْشَى الله مِنْ عِبَادِهِ العلماء والخشية في هذه القراءة استعارة والمعنى إنما يعظم
فاطر (٣٢ - ٢٨)
الله من عباده العلماء ﴿إِنَّ الله عَزِيزٌ غَفُورٌ﴾ تعليل لوجوب الخشية لدلالته على عقوبة العصاة وقهرهم وإثابة أهل الطاعة والعفو عنهم والمعاقب المنيب حقه أن يخشى
إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ (٢٩)
﴿إِنَّ الذين يَتْلُونَ كتاب الله﴾ يداومون على تلاوة القرآن ﴿وأقاموا الصلاة وأنفقوا من ما رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلاَنِيَةً﴾ أي مسرين النفل ومعلنين الفرض يعنى لا يقتنعون بتلاوته على حلاوة العمل به ﴿يرجون﴾ خبران ﴿تجارةً﴾ هي طلب الثواب بالطاعة لَّن ﴿تَبُورَ﴾ لن تكسد يعني تجارة ينتفى عنها الكساد وتنفق عند الله
لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ (٣٠)
﴿ليوفيهم﴾ متعلق بلن تَبُورَ أي ليوفيهم بنفاقها عنده أُجُورَهُمْ ثواب أعمالهم ﴿وَيَزِيدَهُم مّن فَضْلِهِ﴾ بتفسيح القبور أو بتشفيعهم فيمن أحسن إليهم أو بتضعيف حسناتهم أو بتحقيق وعد لقائه أو يَرْجُونَ في موضع الحال أي راجين واللام في لِيُوَفّيَهُمْ تتعلق بيتلون وما بعده أى فعلوا جيمع ذلك من التلاوة وإقامة الصلاة والإنفاق لهذا الغرض وخبران إِنَّهُ ﴿غَفُورٌ﴾ لفرطاتهم ﴿شَكُورٍ﴾ أي غفورٌ لهم شكور لأعمالهم أي يعطي الجزيل على العمل القليل
وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ إِنَّ اللَّهَ بِعِبَادِهِ لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ (٣١)
﴿والذي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ مِنَ الكتاب﴾ أي القرآن ومن التبين ﴿هُوَ الحق مُصَدّقاً﴾ حال مؤكدة لأن الحق لا ينفعك عن هذا التصديق ﴿لّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ﴾


الصفحة التالية
Icon