(فصل في فضائل [١] فاتحة الكتاب)
«٣١» أَنَا أَبُو الْحَسَنِ [٢] أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْكَيَّالِيُّ [٣] أَنَا أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيُّ بْنُ الْفَضْلِ الْخُزَاعِيُّ، أَنَا أَبُو عُثْمَانَ عَمْرُو [٤] بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَصْرِيُّ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ [٥] الْوَهَّابِ، ثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْقَطَوَانِيُّ [٦] حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي كَثِيرٍ هُوَ أَخُو إِسْمَاعِيلَ بْنِ جَعْفَرٍ عَنِ [٧] الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:
مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فَصَاحَ به فقال: «تعال يَا أُبَيُّ» فَعَجِلَ أُبَيٌّ فِي صِلَاتِهِ، ثُمَّ جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «مَا مَنَعَكَ يَا أُبَيُّ أَنْ تُجِيبَنِي إِذْ دَعَوْتُكَ، أَلَيْسَ اللَّهُ يَقُولُ:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذا دَعاكُمْ لِما يُحْيِيكُمْ»
[الْأَنْفَالِ: ٢٤] ؟ قَالَ أُبَيٌّ: لَا جَرَمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَا تَدْعُونِي إِلَّا أَجَبْتُكَ وإن كنت مصليا، قال [٨] :«تحب أَنْ أُعَلِّمَكَ سُورَةً لَمْ يَنْزِلْ فِي التَّوْرَاةِ وَلَا فِي الْإِنْجِيلِ وَلَا فِي الزَّبُورِ وَلَا فِي الفرقان [٩] مِثْلُهَا» ؟ فَقَالَ أُبَيٌّ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ! فَقَالَ: «لَا تَخْرُجْ مِنْ بَابِ الْمَسْجِدِ حَتَّى تَعْلَمَهَا»، وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْشِي يُرِيدُ أَنْ يَخْرُجَ مِنَ الْمَسْجِدِ فَلَمَّا بَلَغَ الْبَابَ لِيَخْرُجَ قَالَ لَهُ أُبَيٌّ: السُّورَةَ، يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَوَقَفَ فَقَالَ: «نَعَمْ! كَيْفَ تَقْرَأُ فِي صَلَاتِكَ» ؟ فَقَرَأَ أُبَيٌّ أُمَّ الْقُرْآنِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا أُنْزِلَ فِي التَّوْرَاةِ وَلَا فِي الْإِنْجِيلِ وَلَا فِي الزَّبُورِ وَلَا فِي الفرقان [١٠] مثلها وإنما هي السبع من [١١] الْمَثَانِي الَّتِي آتَانِي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ»، هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.

٣١- صحيح، خالد بن مخلد، روى له البخاري، وفيه ضعف لكن توبع، وشيخه روى له الشيخان، والعلاء من رجال مسلم، وأبوه روى له الشيخان.
وهو في «شرح السنة» (١١٨٣) بهذا الإسناد. وقال البغوي: هذا حديث صحيح.
- وأخرجه الترمذي ٢٨٧٥ من طريق قتيبة عن عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ العلاء به.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. ووافقه البغوي.
- وورد بنحوه مختصرا من طريق عبد الحميد بن جعفر عن العلاء بهذا الإسناد. أخرجه الترمذي ٣١٢٥ والنسائي ٢/ ١٣٩ وأحمد ٥/ ١١٤ والحاكم ١/ ٥٥٧ وابن خزيمة ٥٠٠ وابن حبان ٧٧٥ وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي.
وأخرجه مالك ١/ ٨٣ عن العلاء عن أبي سعيد مولى عامر بن كريز مرسلا.
- وفي الباب من حديث أبي سعيد بن المعلى أخرجه البخاري ٤٤٧٤ و٤٦٤٧ و٤٧٠٣ و٥٠٠٦ وأبو داود ١٤٥٨ والنسائي ٢/ ١٣٩ وابن ماجه ٣٧٨٥ والطيالسي ٢/ ٩ وأحمد ٣/ ٢١١ و٤٥٠ وابن حبان ٧٧٧ والطبراني ٢٢/ (٣٠٣) والبيهقي ٢/ ٣٦٨، وانظر «فتح الباري» (٨/ ١٥٧).
(١) في المطبوع «فضل».
(٢) في «شرح السنة» «أبو الحسين».
(٣) وقع في الأصل «الكتاني» والتصويب عن «شرح السنة» وعن «ط».
(٤) في الأصل «عمر» والتصويب عن «ط» وعن «شرح السنة».
(٥) في الأصل «عبد الله الوهّاب» والتصويب عن «شرح السنة».
(٦) في الأصل «القطراني» والتصويب عن «شرح السنة» وكتاب «الأنساب» للسمعاني.
(٧) في الأصل «ابن العلاء» والتصويب عن «شرح السنة» وكتب التخريج.
(٨) في المخطوط «فقال» والمثبت عن «شرح السنة» والمطبوع.
(٩) في المطبوع «القرآن».
(١٠) في المطبوع «القرآن».
(١١) لفظ «من» مثبت في المطبوع و «شرح السنة».


الصفحة التالية
Icon