فَإِذَا قَابِيلُ قَدْ قَتَلَ هَابِيلَ، فَأَنْشَأَ يَقُولُ وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ قَالَ الشِّعْرَ [١] :
تَغَيَّرَتِ الْبِلَادُ وَمَنْ عَلَيْهَا | فَوَجْهُ الْأَرْضِ مُغْبَرٌ قَبِيحٌ |
تغير كل ذي طعم ولون | وقلّ بشاشة الوجه الْمَلِيحُ |
وَلَكِنْ لَمَّا قَتَلَ قَابِيلُ هَابِيلَ رَثَاهُ آدَمَ وَهُوَ سُرْيَانِيٌّ، فَلَمَّا قَالَ آدَمُ مَرْثِيَّتَهُ قَالَ لَشِيثٍ: يَا بُنَيَّ إِنَّكَ وَصِيٌّ احْفَظْ هَذَا الْكَلَامَ لِيُتَوَارَثَ فَيَرِقَّ النَّاسُ عليه، فلم يَزَلْ يُنْقَلُ حَتَّى وَصَلَ إِلَى يَعْرُبَ بْنِ قَحْطَانَ، وَكَانَ يَتَكَلَّمُ بِالْعَرَبِيَّةِ وَالسُّرْيَانِيَّةِ وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ خَطَّ بِالْعَرَبِيَّةِ، وَكَانَ يَقُولُ الشِّعْرَ فَنَظَرَ فِي الْمَرْثِيَّةِ فَرَدَّ الْمُقَدَّمَ إِلَى الْمُؤَخَّرِ، وَالْمُؤَخَّرَ إِلَى الْمُقَدَّمِ، ووزنه شعرا وزاد فيه أبيات مِنْهَا [٢] :
وَمَا لِي لَا أَجُودُ بِسَكْبِ دَمْعٍ | وَهَابِيلُ تَضَمَّنَهُ الضَّرِيحُ |
أَرَى طُولَ الْحَيَاةِ عَلَيَّ غَمًّا | فَهَلْ أَنَا مِنْ حَيَاتِي مُسْتَرِيحُ |
وَقَالَ مُجَاهِدٌ: فَعَلِقَتْ إِحْدَى رِجْلَيْ قَابِيلَ إِلَى فَخْذِهَا وَسَاقِهَا وَعَلِقَتْ [مِنْ يَوْمِئِذٍ إِلَى] [٤] يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَوَجْهُهُ إِلَى الشمس [حيث] [٥] مَا دَارَتْ عَلَيْهِ فِي الصَّيْفِ حَظِيرَةٌ مِنْ نَارٍ وَفِي الشِّتَاءِ حظيرة من ثلج، قالوا: وَاتَّخَذَ أَوْلَادُ قَابِيلَ آلَاتِ اللَّهْوِ مِنَ الْيَرَاعِ وَالطُّبُولِ وَالْمَزَامِيرِ وَالْعِيدَانِ وَالطَّنَابِيرِ، وَانْهَمَكُوا فِي اللَّهْوِ وَشُرْبِ الْخَمْرِ وَعِبَادَةِ النَّارِ وَالزِّنَا وَالْفَوَاحِشِ حتى أغرقهم اللَّهُ بِالطُّوفَانِ أَيَّامَ نُوحٍ عَلَيْهِ السلام، وبقي نسل شيث [٦].
(١) باطل، لا أصل له عن ابن عباس، والحمل فيه على مقاتل بن سليمان، فإنه كذاب وصناع، والضحاك لم يلق ابن عباس.
(٢) لا يصح هذا عن ابن عباس، ذكره الثعلبي في «قصصه» ص ٣٩ بقوله: روي عن ابن عباس، وهو باطل لا يصح، إذ كيف يحفظ ما قاله آدم إلى زمن يعرب بن قحطان.
(٣) في المطبوع العبارة «واسمه عبد الله».
(٤) في المطبوع «منها فهو معلق إلى».
(٥) زيادة عن المخطوط.
(٦) هذه الآثار مصدر كتب الأقدمين لا حجة في شيء مِنْهَا.
(٢) لا يصح هذا عن ابن عباس، ذكره الثعلبي في «قصصه» ص ٣٩ بقوله: روي عن ابن عباس، وهو باطل لا يصح، إذ كيف يحفظ ما قاله آدم إلى زمن يعرب بن قحطان.
(٣) في المطبوع العبارة «واسمه عبد الله».
(٤) في المطبوع «منها فهو معلق إلى».
(٥) زيادة عن المخطوط.
(٦) هذه الآثار مصدر كتب الأقدمين لا حجة في شيء مِنْهَا.