أَبُو الْقَاسِمِ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بن المغلس ببغداد ثنا هارون بن إسحاق الهمداني أَنْبَأَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ عَنْ حَاتِمُ بْنُ أَبِي صَغِيرَةَ عَنْ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ يُحْشَرُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ قَالَ: «عُرَاةً حُفَاةً»، قَالَتْ: قُلْتُ وَالنِّسَاءُ؟ قال: و «النساء»، قَالَتْ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ نَسْتَحِي، قَالَ:
«يَا عَائِشَةُ الْأَمْرُ أَشَدُّ مِنْ ذَلِكَ أَنْ يُهِمَّهُمْ أَنْ يَنْظُرَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ».
[سورة الكهف (١٨) : الآيات ٤٩ الى ٥١]
وَوُضِعَ الْكِتابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنا مالِ هذَا الْكِتابِ لَا يُغادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلاَّ أَحْصاها وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حاضِراً وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً (٤٩) وَإِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ كانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً (٥٠) مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَلا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ وَما كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُداً (٥١)
قوله تعالى: وَوُضِعَ الْكِتابُ، يعني كتاب أعمال العباد يوضع فِي أَيْدِي النَّاسِ فِي أَيْمَانِهِمْ وشمائلهم وقيل: معناه يوضع بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ تَعَالَى: فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ، خَائِفِينَ، مِمَّا فِيهِ، مِنَ الْأَعْمَالِ السَّيِّئَةِ، وَيَقُولُونَ، إِذَا رَأَوْهَا، يَا وَيْلَتَنا، يَا هَلَاكَنَا، والويل والويلة الْهَلَكَةُ، وَكُلُّ مَنْ وَقَعَ فِي هَلَكَةٍ دَعَا بِالْوَيْلِ، وَمَعْنَى النِّدَاءِ تنبيه المخاطبين، مالِ هذَا الْكِتابِ لَا يُغادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً، مِنْ ذُنُوبِنَا. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: الصَّغِيرَةُ التَّبَسُّمُ والكبيرة الْقَهْقَهَةُ. وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ: الصغيرة اللمم واللمس والقبلة، والكبيرة الزنا [ونحوه] [١]. إِلَّا أَحْصاها، عَدَّهَا [٢]، قَالَ السُّدِّيُّ: كتبها وأثبتها. وقال مُقَاتِلُ بْنُ حَيَّانَ: حَفِظَهَا.
«١٣٥٩» أَخْبَرَنَا الْإِمَامُ أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَاضِي أَنْبَأَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ هارون

- وهو في «شرح السنة» ٤٢٠٨ بهذا الإسناد.
- وأخرجه ابن ماجه ٤٢٧٦ من طريق أبي خالد الأحمر بهذا الإسناد.
- وأخرجه البخاري ٦٥٢٧ ومسلم ٢٨٥٩ والنسائي في «التفسير» ٣٢٤ من طريقين عن حاتم بن أبي صغيرة به.
- وأخرجه النسائي ٤/ ١١٤- ١١٥ من طريق أبي يونس القشيري عن ابن أبي مليكة به.
١٣٥٩- حديث صحيح بشواهده. أحمد بن سيّار ثقة، وقد توبع ومن دونه، ومن فوقه رجال البخاري ومسلم غير يوسف بن عدي، فإنه من رجال البخاري، أبو حازم هو سلمة بن دينار.
- وهو في «شرح السنة» ٤٠٩٨ بهذا الإسناد.
- وأخرجه أحمد ٥/ ٣٣١ والبيهقي في «الشعب» ٧٢٠٦٧ من طريق أنس بن عياض به.
- وأخرجه الطبراني في «الكبير» ٥٨٧٢ و «الأوسط» ٧٣١٩ و «الصغير» ٩٠٤ من طريق عبد الوهّاب عن أنس بن عياض به.
- وذكره الهيثمي في «المجمع» ١٠/ ١٩٠ وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح. ورواه الطبراني في «الثلاثة» من طريقين، ورجال إحداهما رجال الصحيح غير عبد الوهاب بن عبد الحكيم، وهو ثقة.
- وقال المنذري في «الترغيب» ٣٦٣٨: رواه أحمد، ورواته محتج بهم في الصحيح.
- وللحديث شواهد انظر «الترغيب والترهيب» ٣/ ٢٧٧- ٢٧٩ للمنذري.
(١) سقط من المطبوع.
(٢) في المطبوع «عددها».


الصفحة التالية
Icon