إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ أَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الرَّمَادِيُّ أَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَنَا مَعْمَرٌ عَنِ سَعِيدٍ الْجَرِيرِيِّ عَنْ أَبِي نَضْرَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: سَلَّمَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قَيْسٍ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فَلَمْ يَأْذَنْ لَهُ فَرَجَعَ فَأَرْسَلَ عُمَرُ فِي أَثَرِهِ فَقَالَ لِمَ رَجَعْتَ قَالَ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِذَا سَلَّمَ أَحَدُكُمْ ثَلَاثًا فَلَمْ يُجَبْ فَلْيَرْجِعْ». قَالَ عمر لنأتين على ما تقول ببينة أو [١] لأفعلن بك كذا [٢] غَيْرَ أَنَّهُ قَدْ أَوْعَدَهُ، قَالَ: فجاء أبو موسى منتقعا [٣] لَوْنُهُ وَأَنَا فِي حَلْقَةٍ جَالِسٌ، فَقُلْنَا: مَا شَأْنُكَ؟ فَقَالَ: سَلَّمْتُ عَلَى عُمَرَ، فَأَخْبَرَنَا خَبَرَهُ، فَهَلْ سَمِعَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالُوا: نَعَمْ كُلُّنَا قَدْ سَمِعَهُ، قَالَ فَأَرْسَلُوا مَعَهُ رَجُلًا مِنْهُمْ حَتَّى أَتَى عُمَرَ فَأَخْبَرَهُ بِذَلِكَ.
«١٥١١» وَرَوَاهُ بُسْرُ [٤] بْنُ سَعِيدٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، وَفِيهِ: قَالَ أبو [٥] موسى: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا اسْتَأْذَنَ أَحَدُكُمْ ثَلَاثًا فَلَمْ يُؤْذَنْ لَهُ فَلْيَرْجِعْ».
قَالَ الْحَسَنُ: الْأَوَّلُ إِعْلَامٌ وَالثَّانِي مؤامرة، والثالث استئذان بالرجوع.
قوله: فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فِيها أَحَداً فَلا تَدْخُلُوها، أَيْ إِنْ لَمْ تَجِدُوا فِي الْبُيُوتِ أَحَدًا يَأْذَنُ لَكُمْ فِي دُخُولِهَا فَلَا تَدْخُلُوهَا، حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا، يعني إن كَانَ فِي الْبَيْتِ قَوْمٌ فَقَالُوا ارْجِعْ فَلْيَرْجِعْ وَلَا يَقِفْ [٦] عَلَى الْبَابِ مُلَازِمًا، هُوَ أَزْكى لَكُمْ، يَعْنِي الرُّجُوعُ أَطْهَرُ وَأَصْلَحُ لَكُمْ، قَالَ قَتَادَةُ: إِذَا لَمْ يُؤْذَنْ لَهُ فَلَا يَقْعُدْ عَلَى الْبَابِ فَإِنَّ لِلنَّاسِ حَاجَاتٍ، وَإِذَا حَضَرَ وَلَمْ يَسْتَأْذِنْ وَقَعَدَ عَلَى الْبَابِ مُنْتَظَرًا جَازَ. وَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يأتي باب الأنصار يطلب الْحَدِيثِ فَيَقْعُدُ عَلَى الْبَابِ حَتَّى يَخْرُجَ وَلَا يَسْتَأْذِنُ، فَيَخْرُجَ الرَّجُلُ وَيَقُولُ: يَا ابْنَ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ لَوْ أَخْبَرَتْنِي، فَيَقُولُ: هَكَذَا أُمِرْنَا أَنْ نَطْلُبَ الْعِلْمَ. وَإِذَا

عبد الرزاق بن همام، معمر بن راشد، سعيد هو ابن إياس، أبو نضرة هو المنذر بن مالك.
- وهو في «شرح السنة» ٣٢١١ بهذا الإسناد.
- وهو في «مصنف عبد الرزاق» ١٩٤٢٣ عن معمر به.
- وأخرجه مسلم ٢١٥٣ ح ٣٥ والترمذي ٢٦٩١ من طريقين عن الجريري به.
- وأخرجه ابن ماجه ٣٧٠٦ وأحمد ٣/ ١٩ والدارمي ٢/ ٢٧٤ من طريق يزيد بن هارون عن داود بْنُ أَبِي هِنْدٍ عَنْ أَبِي نضرة به.
- وأخرجه مسلم ٢١٥٤ وأبو داود ٥١٨١ وأحمد ٤/ ٣٩٨ وأبو يعلى ٧٢٥٧ من طرق عَنْ طَلْحَةَ بْنِ يَحْيَى عَنْ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أَبِي مُوسَى به.
- وأخرجه أبو داود ٥١٨٣ ومن طريق حميد بن هلال عَنْ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أَبِي موسى به.
- وأخرجه البخاري ٢٠٦٣ و٧٣٥٣ ومسلم ٢١٥٣ ح ٣٦ وأبو داود ٥١٨٢ وأحمد ٤/ ٤٠٠ وابن حبان ٥٨٠٦ من طرق عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءِ عن عبيد بن عمير أن أبا موسى استأذن على عمر ثلاثا.... فذكره.
- وأخرجه ابن حبان ٥٨٠٦ من طريق عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ أن أبا موسى.... فذكره.
وانظر الحديث الآتي.
١٥١١- صحيح. أخرجه البخاري ٦٢٤٥ ومسلم ٢١٥٣ ح ٣٣ وأبو داود ٥١٨٠ والحميد ٧٣٤ وأحمد ٣/ ٦ وابن حبان ٥٨١٠ والبيهقي ٨/ ٣٣٩ من طريق يزيد بن خصيفة عن بسر بن سعيد به.
(١) في المطبوع «وإلا».
(٢) زيد في المطبوع «وكذا».
(٣) تصحف في المطبوع «ممتعقا».
(٤) تصحف في المطبوع «بشر». [.....]
(٥) زيد في المطبوع «الأشعري».
(٦) في المطبوع «يقعد».


الصفحة التالية
Icon