قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: حم، قَدْ سَبَقَ الْكَلَامُ فِي حُرُوفِ التَّهَجِّي.
قَالَ السُّدِّيُّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: حم اسْمُ اللَّهِ الْأَعْظَمُ. وَرَوَى عِكْرِمَةُ عَنْهُ قَالَ: الر وَحم وَنون، حُرُوفُ الرَّحْمَنِ مُقَطَّعَةً. وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ وَعَطَاءٌ الْخُرَاسَانِيُّ: الْحَاءُ افْتِتَاحُ أَسْمَائِهِ حَكِيمٌ حَمِيدٌ حَيٌّ حَلِيمٌ حَنَّانٌ، وَالْمِيمُ افْتِتَاحُ أسمائه ملك مَجِيدٌ مَنَّانٌ. وَقَالَ الضَّحَّاكُ وَالْكِسَائِيُّ: مَعْنَاهُ قَضَى مَا هُوَ كَائِنٌ كَأَنَّهُمَا أَشَارَا إِلَى أَنَّ مَعْنَاهُ حُمَّ بِضَمِّ الْحَاءِ وَتَشْدِيدِ الْمِيمِ، وَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَأَبُو بَكْرٍ حِم بِكَسْرِ الْحَاءِ، وَالْبَاقُونَ بِفَتْحِهَا.
تَنْزِيلُ الْكِتابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (٢) غافِرِ الذَّنْبِ، سَاتِرِ الذَّنْبِ، وَقابِلِ التَّوْبِ، يَعْنِي التَّوْبَةَ مَصْدَرُ تَابَ يَتُوبُ تَوْبًا. وَقِيلَ: التَّوْبُ جَمْعُ تَوْبَةٍ مِثْلُ دَوْمَةٍ وَدَوْمٍ وعومة وعوم [١]. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: غَافِرُ الذَّنْبِ لِمَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَقَابِلُ التَّوْبِ مِمَّنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رسول اللَّهُ. شَدِيدِ الْعِقابِ، لِمَنْ لَا يَقُولُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، ذِي الطَّوْلِ، ذِي الْغِنَى عَمَّنْ لَا يَقُولُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ. قَالَ مُجَاهِدٌ: ذِي الطَّوْلِ ذِي السَّعَةِ وَالْغِنَى. وَقَالَ الْحَسَنُ: ذُو الْفَضْلِ. وَقَالَ قَتَادَةُ: ذُو النِّعَمِ. وَقِيلَ: ذُو الْقُدْرَةِ وَأَصْلُ الطَّوْلِ الْإِنْعَامُ الَّذِي تَطُولُ مُدَّتُهُ عَلَى صَاحِبِهِ. لَا إِلهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ.
مَا يُجادِلُ فِي آياتِ اللَّهِ، فِي دَفْعِ آيَاتِ اللَّهِ بِالتَّكْذِيبِ وَالْإِنْكَارِ، إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا، قَالَ أَبُو الْعَالِيَةِ: آيَتَانِ مَا أَشَدَّهُمَا عَلَى الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي الْقُرْآنِ: مَا يُجادِلُ فِي آياتِ اللَّهِ إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا، ووَ إِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِي الْكِتابِ لَفِي شِقاقٍ بَعِيدٍ [الْبَقَرَةِ: ١٧٦].
«١٨٤٣» أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ الشُّرَيْحِيُّ أَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الثَّعْلَبِيُّ أَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حامد [٢] ثنا محمد بن خالد أنا

١٨٤٣- صحيح. إسناده ضعيف لضعف ليث، لكن توبع وللحديث طرق وشواهد، فهو صحيح إن شاء الله.
- زائدة هو ابن قدامة، ليث هو ابن أبي سليم، أبو سلمة هو ابن عبد الرحمن.
- وأخرجه أحمد ٢/ ٢٥٨ وابن أبي شيبة ١٥/ ٥٢٩ من طريقين عن سعد بن إبراهيم بهذا الإسناد.
- وأخرجه أحمد ٢/ ٤٧٨ و٤٩٤ والحاكم ٢/ ٢٢٣ من طريق أبي عاصم عن سعيد عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أبيه به.
وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي، وإسناده حسن لأجل عمر بن أبي سلمة.
- وأخرجه أبو داود ٤٦٠٣ وأحمد ٢/ ٢٨٦ و٤٢٤ و٤٧٥ و٥٠٣ و٥٢٨ والحاكم ٢/ ٢٢٣ وابن حبان ١٤٦٤ وأبو نعيم في «الحلية» ٨/ ٢١٢- ٢١٣ وفي «أخبار أصبهان» ٢/ ١٢٣ من طرق عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ أبي سلمة به.
وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي.
وللحديث شواهد منها:
- حديث عبد الله بن عمرو «لا تجادلوا في القرآن، فإن جدالا فيه كفر».
أخرجه الطيالسي ٢٢٨٦ وأحمد ٤/ ١٧٠ و٢٠٤- ٢٠٥ وإسناده حسن رجاله رجال البخاري مسلم، لكن فليح بن سليمان كثير الخطأ.
- وورد من وجه آخر، أخرجه أبو عبيد في «فضائل القرآن» ٦/ ٥٤ ص ٢١٢ وإسناده ضعيف، لضعف عبد الله بن صالح كاتب الليث.
- وحديث زيد بن ثابت.
أخرجه الطبراني كما في «المجمع» ٧١٠ وقال الهيثمي: رجاله موثقون.
- وحديث أبي جهيم الأنصاري.
(١) في المطبوع «حومة وحوم» والمثبت عن المخطوط.
(٢) في المطبوع «أحمد» والمثبت عن المخطوط. [.....]


الصفحة التالية
Icon