«٢٠٤٨» أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْقَاهِرِ أَنَا عَبْدُ الْغَافِرِ بْنُ مُحَمَّدٍ أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى الْجُلُودِيُّ ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُفْيَانَ ثَنَا مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ ثنا أبو سعيد الأشج ثَنَا وَكِيعٌ ثَنَا الْأَعْمَشُ عَنِ زِيَادِ بْنِ الْحُصَيْنِ عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: مَا كَذَبَ الْفُؤادُ مَا رَأى (١١).
وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى (١٣) قَالَ: رَآهُ بِفُؤَادِهِ مَرَّتَيْنِ.
وَذَهَبَ جَمَاعَةٌ إِلَى أَنَّهُ رَآهُ بِعَيْنِهِ، وَهُوَ قَوْلُ أَنَسٍ وَالْحَسَنِ وَعِكْرِمَةَ [١]، قَالُوا: رَأَى مُحَمَّدٌ رَبَّهُ.
«٢٠٤٩» وَرَوَى عِكْرِمَةُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى إِبْرَاهِيمَ بِالْخُلَّةِ وَاصْطَفَى مُوسَى بِالْكَلَامِ وَاصْطَفَى مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالرُّؤْيَةِ.
وَكَانَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا تَقُولُ: لَمْ يَرَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَبَّهُ.
وَتَحْمِلُ الْآيَةَ عَلَى رُؤْيَتِهِ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ.
«٢٠٥٠» أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ [بْنُ أَحْمَدَ] الْمَلِيحِيُّ أَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ النَّعِيمِيُّ أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ثنا يحيى ثنا وَكِيعٌ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ عَنْ عَامِرٍ عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: قُلْتُ لِعَائِشَةَ يَا أُمَّاهُ هَلْ رَأَى مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَبَّهُ؟ فَقَالَتْ: لَقَدْ تكلمت بشيء قف له شَعْرِي مِمَّا قُلْتَ، أَيْنَ أَنْتَ مِنْ ثَلَاثٍ مَنْ حَدَّثَكَهُنَّ فَقَدْ ذكب؟ مَنْ حَدَّثَكَ أَنَّ مُحَمَّدًا رَأَى رَبَّهُ فَقَدْ كَذَبَ، ثُمَّ قَرَأَتْ لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (١٠٣) [الْأَنْعَامِ: ١٠٣]، وَما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِنْ وَراءِ حِجابٍ [الشُّورَى:
٥١]، وَمَنْ حَدَّثَكَ أَنَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي غَدٍ فَقَدْ كَذَبَ، ثُمَّ قَرَأَتْ: وَما تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَداً [لقمان:
- أبو سعيد هو عبد الله بن سعيد وكيع هو ابن الجراح، الأعمش هو سليمان بن مهران، أبو العالية هو رفيع بن مهران.
- وهو في «صحيح مسلم» ١٧٦ ح ٢٨٥ عن ابن أبي شيبة وأبي سعيد الأشج بهذا الإسناد.
- وأخرجه مسلم ١٧٦ ح ٢٨٦ والنسائي في «التفسير» ٥٥٥ والطبري ٣٢٤٦٦ من طرق عن الأعمش به.
- وأخرجه الترمذي ٣٢٨٠ وابن خزيمة ص ٢٠٠ والطبري ٣٢٤٨٩ وابن حبان ٥٧ والطبراني ١٠٧٢٧ والبيهقي في «الأسماء والصفات» ٩٣٣ من طريق مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ عن أبي سلمة عن ابن عباس.
(١) قال الحافظ ابن كثير ٤/ ٢٩٥: رواية إطلاق الرؤية عن ابن عباس محمولة على المقيدة بالفؤاد، ومن روى عنه بالبصر فقد أغرب، فإنه لا يصح في ذلك شيء عن الصحابة رضي الله عنهم، وقول البغوي في «تفسيره» وَذَهَبَ جَمَاعَةٌ إِلَى أَنَّهُ رَآهُ بِعَيْنِهِ، وَهُوَ قَوْلُ أَنَسٍ وَالْحَسَنِ وعكرمة، فيه نظر، والله أعلم.
٢٠٤٩- أخرجه النسائي في «التفسير» ٥٥٩ والطبري ٣٢٤٦٥ وابن أبي عاصم في «السنة» ٤٤٢ والحاكم ١/ ٦٥ و٢/ ٤٦٩ وابن مندة في «الإيمان» ٧٦٢ من طريق قتادة عن عكرمة به.
- وهو معلول فيه عنعنة قتادة.
- وأخرجه ابن أبي عاصم ٤٣٦ وابن خزيمة ص ١٩٩ من طريق عاصم الأحول عن عكرمة به، ورجاله ثقات لكنه معلول، فقد أخرجه ابن خزيمة ص ١٩٩ من طريقين عَنْ عَاصِمٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ ابن عباس قال: رأى محمد ربه، وهذه الرواية ليس فيها مخالفة لحديث أبي ذر وعائشة، وهي الراجحة. وانظر المتقدم ٢٠٤٨.
٢٠٥٠- إسناده صحيح على شرط البخاري.
- يحيى بن موسى، وكيع بن الجراح، عامر بن شراحيل- الشعبي، مسروق بن الأجدع.
- وهو في «صحيح البخاري» ٤٨٥٥ عن يحيى بهذا الإسناد.
- وأخرجه البخاري ٤٦١٢ و٧٣٨٠ و٥٧٣١ ومسلم ١٧٧ ح ٢٨٩ وأحمد ٦/ ٤٩ و٥٠ وابن مندة في «الإيمان» ٧٦٧ و٧٦٨ وأبو عوانة ١/ ١٥٤ من طريق إسماعيل بن أبي خالد عن عامر الشعبي به.