على أهل المسجد وهم راكعون، فقال: أشهد بالله لقد صليت مع النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قبل مكة، فداروا كما هم قبل البيت، وكان الذي قد مات على القبلة قبل أن تحول قبل البيت رجالاً قتلوا لم ندر ما نقول فيهم فأنزل الله: ﴿وَمَا كَانَ الله لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ﴾.
ب - وعن البراء أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كان يصلي نحو بيت المقدس، ويكثر النظر إلى السماء ينتظر أمر الله فأنزل الله: ﴿قَدْ نرى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السمآء﴾ فقال رجال من المسلمين: وددنا لو علمنا علم من مات منا قبل أن تصرف إلى القبلة، وكيف بصلاتنا نحو بيت المقدس فأنزل الله: ﴿وَمَا كَانَ الله لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ﴾.
وجوه القراءات
أولاً: قرأ الجمهور ﴿إِنَّ الله بالناس لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ﴾ بالمد في ﴿رؤوف﴾ مع الهمز على وزن فعول، وقرأ الكسائي وحمزة ﴿لَرَءُوفٌ﴾ على وزن رَعُف، ويقال: هو الغالب على أهل الحجاز، قال جرير:

ترى للمسلمين عليكَ حقاً كفعل الوالد الرّؤفِ الرحيم
ثانياً: قرأ الجمهور ﴿وَمَا الله بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ﴾ بالياء في ﴿يَعْمَلُونَ﴾ فيكون وعيداً لأهل الكتاب، وقرأ الحمزة والكسائي ﴿عَمَّا يَعْمَلُونَ﴾ بالتاء فيكون وعيداًَ للفريقين: المؤمنين والكافرين.


الصفحة التالية
Icon