منتهاهم، فأمّا أهل النظر، فالعالَم عندهم: اسمٌ يقع على الكون الكلّي المُحْدَث من فلَك، وسماءٍ، وأرضٍ وما بين ذلك وفي اشتقاق العالَم قولان:
أحدهما: أنه من العلم، وهو يقوّي قول أهل اللغة.
والثاني: أنه من العلامة، وهو يقوّي قول أهل النظر.
فكلُ ما في هذا الكون دالّ على وجود الصانع، المدبّر، الحكيم كما قال الشاعر:
فيا عجباً كيف يُعْصى الإله... أم كيف يَجْحده الجاحد؟
ولله في كل تحريكة... وتسكينةٍ أبداً شاهد
وفي كل شيء له آية... تدلّ على أنّه واحد
قال ابن عباس: (ربّ العالمين أي ربّ الإنس، والجنّ، والملائكة).
وقال الفرّاء وأبو عبيدة: العالَمُ عبارة عمن يعقل، وهم أربعة أمم: (الإنس، والجنّ، والملائكة، والشياطين) ولا يقال للبهائم: عالَم لأن هذا الجمع جمع من يعقل خاصةً، قال الأعشى: (ما إن سمعت بمثلهم في العالمين).
وقال بعض العلماء: كلّ صنف من أصناف الخلائق عالمٌ، فالإنس عالم، والجنّ عالم، والملائكة عالم، والطير عالم، والنبات عالم، والجماد عالم.. الخ فقيل: ربّ العالمين ليشمل جميع هذه الأصناف من العوالم.
﴿الرحمن الرحيم﴾ : اسمان من أسمائه تعالى مشتقان من الرحمة، ومعنى