أسلم وهاجر خوفاً من قومه إلى المدينة، فأقسمت أمه ألا تأكل ولا تشرب ولا تجلس تحت سقف حتى يرجع، فخرج أبو جهل ومعه (الحارث بن يزيد) فأتياه، فقال أبو جهل: أليس محمد يأمرك بصلة الرحم؟ انصرف وأحسن إلى أمك وأنت على دينك، فرجع فلما دنوا من مكة قيّدوا يديه ورجليه، وجلده أبو جهل مائة جلدة، وجلده الحارث مائة أخرى، فقال للحارث: هذا أخي فمن أنت؟ لله عليّ إن وجدتك خالياً أن أقتلك، فلما دخل على أمه حلفت ألا يزول عنه القيد حتى يرجع إلى دينه الأول، ففعل ثم هاجر بعد ذلك. وأسلم الحارث بن يزيد وهو لا يعلم بإسلامه، فلقيه عياش خالياً فقتله، فلما أُخبر أنه كان مسلماً ندم على فعله، وأتى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وقال: قتلته ولم أشعر بإسلامه فنزلت هذه الآية ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَن يَقْتُلَ مُؤْمِناً إِلاَّ خَطَئاً﴾.
ب - وأخرج أحمد والترمذي عن ابن عباس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما أنه قال: «مرّ رجل من بني سليم ينفر من أصحاب رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وهو يسوق غنماً له فسلّم عليهم، فقالوا: ما سلّم علينا إلاّ ليتعوذ منا، فعمدوا له فقتلوه وأتوا بغنمه النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فنزلت هذه الآية ﴿ياأيها الذين آمَنُواْ إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ الله فَتَبَيَّنُواْ.
..﴾
.
وجوه القراءات
١ - قرأ الجمهور ﴿إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ الله فَتَبَيَّنُواْ﴾، وقرأ حمزة والكسائي (فتثبتوا) بالثاء.
٢ - قرأ الجمهور ﴿لِمَنْ ألقى إِلَيْكُمُ السلام﴾ بفتح السين مع الألف، وقرأ نافع وحمزة (السّلم) من غير ألف.


الصفحة التالية
Icon