والاختبار كذلك أيضاً لأن الحال تظهر فتصير كالمخبرة عن حالها.
﴿فَلاَ تَكْفُرْ﴾ : أي بتعلم السّحر واستعماله، وفي الآية إشارة إلى أنّ تعلم السّحر كفرٌ.
قال الزمخشري: ﴿فَلاَ تَكْفُرْ﴾ أي فلا تتعلم السّحر معتقداً أنه حق فتكفر.
﴿بِإِذْنِ الله﴾ : أي بإرادته ومشيئته، وفيه دليل على أن في السحر ضرراً مودعاً، إذا شاء الله تعالى حال بينه وبين المسحور، وإذا شاء خلاّه حتى يصيبه ما قدّره الله تعالى له، وهذا مذهب السلف في الأسباب والمسببات.
﴿لَمَنِ اشتراه﴾ : قال الألوسي: أي استبدل ما تتلو الشياطين بكتاب الله، واللام للابتداء وتدخل على المبتدأ وعلى المضارع، ودخولها على الماضي مع (قد) كثير، كقوله تعالى: ﴿لَّقَدْ سَمِعَ الله قَوْلَ الذين قالوا إِنَّ الله فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَآءُ﴾ [آل عمران: ١٨١].
﴿خلاق﴾ : الخلاقُ في اللغة بمعنى النصيب قال تعالى: ﴿أولئك لاَ خَلاَقَ لَهُمْ فِي الآخرة﴾ [آل عمران: ٧٧] ويأتي بمعنى القدر قال الشاعر:

فما لكَ بيتٌ لدى الشامخات وما لك في غالب من خلاق
قال الزّجاج: هو النصيب الوافر من الخير، وأكثر ما يستعمل في الخير، ويكون للشر على قلّة.


الصفحة التالية
Icon