قَبْلُ} أم منقطعة للإضراب ومعناها (بل) والتقدير: بل أتريدون، ﴿كَمَا سُئِلَ﴾ الكاف في موضع نصب صفة لمصدر محذوف أي سؤالاً كسؤال، و (ما) مصدرية.
لطائف التفسير
اللطيفة الأولى: ذكر الله تعالى النسخ في القرآن، وبيّن حكمته، وهو الإتيان بما هو خير للعباد، والخيرية تحتمل وجهين:
الأول: ما هو أخف على البشر من الأحكام.
الثاني: ما هو أصلح للناس من أمور الدنيا والدين.
قال القرطبي: والثاني أولى لأنه سبحانه يصرّف المكلّف على مصالحه، لا على ما هو أخف على طباعه، فقد ينسخ الحكم إلى ما هو أشد وأثقل، كنسخ صوم عاشوراء بصوم رمضان، وذلك لخير العباد، لأنه يكون أكثر ثواباً، وأعظم جزاءً، فتبيّن أنّ المراد بالخيرية ما هو أصلح للعبد.
اللطيفة الثانية: أنكر بعض العلماء أن تحمل الآية (أو نُنْسها) على النسيان ضد الذكر، لأنّ لم يكن للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حيث تكفّل الله جلت قدرته بأن يقرئه فلا ينسى ﴿سَنُقْرِئُكَ فَلاَ تنسى﴾ [الأعلى: ٦]، فهذه الآية تعارض التفسير السابق الذي ذهب إليه المفسّرون.
والجواب كما قال ابن عطية: أن هذا النسيان من النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لما أراد الله أن ينساه جائز شرعاً وعقلاً، وأمّا النسيان الذي هو آفة البشر فالنبي معصوم منه قبل التبليغ وبعده حتى يحفظه بعض الصحابة، ومن هذا ما روي «أن النبي