سبب النزول
أ - روي في سبب نزول هذه الآية أن امرأة أتت النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فقالت يا رسول الله: إني أكون في بيتي على الحالة التي لا أحب أن يراني عليها أحد ولا والد ولا ولد فيأتيني آت فيدخل علي فكيف أصنع؟ فنزلت الآية الكريمة ﴿ياأيها الذين آمَنُواْ لاَ تَدْخُلُواْ بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ... ﴾ الآية.
ب - وروى ابن حاتم عن (مقاتل) أنه لما نزل قوله تعالى: ﴿ياأيها الذين آمَنُواْ لاَ تَدْخُلُواْ... ﴾ إلخ قال أبو بكر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه يا رسول الله: فكيف بتجار قريش الذين يختلفون من مكة، والمدينة، والشام، وبيت المقدس ولهم بيوت معلومة على الطريق فكيف يستأذنون ويسلِّمون وليس فيها سكان؟ فرخص سبحانه في ذلك فأنزل قوله تعالى: ﴿لَّيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَدْخُلُواْ بُيُوتاً غَيْرَ مَسْكُونَةٍ.
..﴾
الآية.
لطائف التفسير
اللطيفة الأولى: تصدير الخطاب بلفظ (الإيمان) مشعر بعلو مكانة المؤمن عند الله فالمؤمن أهل للتكليف والخطاب، والكافر كالدابة والحيوان ليس بأهل للتكريم أو الخطاب وصدق الله ﴿أولئك كالأنعام بَلْ هُمْ أَضَلُّ﴾ [الأعراف: ١٧٩] وهذا هو السر في نداء المؤمنين بقوله تعالى: ﴿ياأيها الذين آمَنُواْ﴾.
اللطيفة الثانية: قوله تعالى: ﴿غَيْرَ بُيُوتِكُمْ﴾ خارج مخرج العادة إذْ الأصل في الأصل أن يسكن في بيته الذي هو ملكه، والتنكير في قوله


الصفحة التالية
Icon