القرآن بقوله تعالى فى الآية [١٣٨] من سورة آل عمران: ﴿هاذا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ﴾.. ويقول: أنا البيان، وأنا الهدى والموعظة.
كما نراه يزعم أن الله تعالى رجل من نور، وأنه يفنى كله غير وجهه، ويتأوَّل على زعمه هذا قوله تعالى فى الآية [٨٨] من سورة القصص:
﴿كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ﴾.. وقوله فى الآيتين [٢٦-٢٧] من سورة الرحمن: ﴿كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * ويبقى وَجْهُ رَبِّكَ... ﴾.
* من تأويلات المغيرية:
كذلك نجد المغيرة بن سعيد العجلى زعيم المغيرية يقول: إن الله تعالى لما أراد أن يخلق العالَم تكلَّم بالاسم الأعظم، فطار ذلك الاسم ووقع تاجاً على رأسه، وتأوَّل على ذلك قوله تعالى فى الآية الأولى من سورة الأعلى: ﴿سَبِّحِ اسم رَبِّكَ الأعلى﴾... وزعم أن الاسم الأعلى إنما هو ذلك التاج.
ويزعم المغيرة أيضاً: أن الله تعالى خلق أظلال الناس قبل أجسادهم، فكان أول ما خلق منها ظل محمد صلى الله عليه وسلم. وقال: فذلك قوله فى الآية [٨١] من سورة الزخرف: ﴿قُلْ إِن كَانَ للرحمان وَلَدٌ فَأَنَاْ أَوَّلُ العابدين﴾.. قال: ثم أرسل ظل محمد إلى أظلال الناس، ثم عرض على السماوات والجبال أن يمنعن علىّ أبى طالب من ظالميه فأبين ذلك، فعرض ذلك على الناس. فأمر عمر أبا بكر أن يتحمل نُصْرة علىّ ومنعه من أعدائه، وأن يغدر به فى الدنيا، وضمن له أن يعينه على الغدر به، على شريطة أن يجعل له الخلافة من بعده، ففعل أبو بكر ذلك. قال: فذلك تأويل قوله فى الآية [٧٢] من سورة الأحزاب: ﴿إِنَّا عَرَضْنَا الأمانة عَلَى السماوات والأرض والجبال فَأبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإنسان إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً﴾.. فزعم أن الظلوم والجهول أبو بكر.
وتأوَّل فى عمر قوله تعالى فى الآية [١٦] من سورة الحشر: ﴿كَمَثَلِ الشيطان إِذْ قَالَ لِلإِنسَانِ اكفر فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي برياء مِّنكَ﴾.. والشيطان عنده عمر.


الصفحة التالية
Icon