ثالثاً: الجامعة وهى كتاب طوله سبعون ذراعاً من إملاء رسول الله ﷺ وخط علىّ عليه السلام، مكتوب على الجلد المسمى بالرق فى عرض الجلد، جُمِعت الجلود بعضها ببعض حتى بلغ طولها سبعين ذراعاً وعدها من مؤلفات علىّ باعتبار أنه كتبها ورتبها من قول رسول الله ﷺ وإملائه. قالوا: وفيها كل حلال وحرام، وكل شئ يحتاج الناس إليه حتى الأرش فى الخدش.
رابعاً: الجفر، وهو غير الجامعة وفيه يقول ابن خلدون: "واعلم أن كتاب الجفر كان أصله أن هارون بن سعد العجلى وهو رأس الزيدية، كان له كتاب يرويه عن جعفر الصادق، وفيه علم ما سيقع لأهل البيت على العموم، ولبعض الأشخاص منهم على الخصوص، وقع ذلك لجعفر ونظائره من رجالاتهم، على طريق الكرامة والكشف الذى يقع لمثلهم من الأولياء، وكان مكتوباً عند جعفر فى جلد ثور صغير، فرواه عنه هارون العجلى، وكتبه، وسماه "الجفر" باسم الجلد الذى كُتِب فيه، لأن الجفر فى اللغة هو الصغير، وصار هذا الاسم عَلَماً على هذا الكتاب عندهم، وكان فيه تفسير القرآن وما فى باطنه من غرائب المعانى، مروية عن جعفر الصادق.
وهذا الكتاب لم تتصل روايته، ولا عُرِف عَيْنه، وإنما يظهر منه شواذ من الكلمات لا يصحبها دليل، ولو صح السند إلى جعفر الصادق لكان فيه نِعْمَ المستند من نفسه، أو من رجال قومه، فهم أهل الكرامات".
ويُعرِّف صاحب أعيان الشيعة "الجفر" بأنه كتاب أملاه رسول الله ﷺ على علىّ رضى الله عنه، ويذكر فى ذلك أقوالاً متضاربة ثم يقول بعد فراغه منها: "الظاهر من الأخبار أن الجفر كتاب فيه العلوم النبوية من حلال، وحرام، وأحكام، وأُصول.. ما يحتاج إليه الناس فى أحكام دينهم وما يصلحهم فى دنياهم، والإخبار عن بعض الحوادث، ويمكن أن يكون فيه تفسير بعض المتشابه من القرآن المجيد، ثم ينكر على مَن يستبعد أن يكون الجفر فيه كل هذه العلوم، ويتمثل بقول أبى العلاء المَعرِّى:
لقد عجبوا لأهل البيت لما... أروهم علمهم فى مسك جفر
ومرآة المنجم وهى صغرى... أرته كل عامرة وقفر
خامساً: مصحف فاطمة، جاء فى البصائر: "أن أبا عبد الله سأله بعض الأصحاب