وقائدها، تمشى فيها مشى البعير فى قيده" وقال: "لَضرس بعض الجلوس فى نار جهنم أعظم من جبل أُحُد". وقال:

وعند تفسيره لقوله فى الآية [٢٣] من سورة الشورى: ﴿قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ المودة فِي القربى﴾... الآية، يقول: "فموَدَّة قرابته ﷺ مَن لَم يُبدِّل منهم ولم يُغيِّر، مثل فاطمة، وحمزة، والعباس، وابنه - رضى الله عنهم - واجبة".. ثم ذكر روايات كثيرة فى الحث على حب آل البيت وموَدَّتهم.. وبعدما فرغ منها قال: "لكن المراد بآله: آله الذين لم يُبَدِّلوا، فخرج علىّ ونحوه ممن بَدَّل، فإنه قتل مَن قال صلى الله عليه وسلم: "لا يدخل قاتلة الجنة". ولم يصح عندنا معشر الإباضية رواية: أنه لما نزلت قيل: مَنْ قرابتك الذين تجب علينا موَدَّتهم؟ فقال: "علىّ، وفاطمة، وابناهما".
"يثور دخانها تحت قدمى رجل يزعم أنه منى وليس منى، ألا إن أوليائى المتقون" إلى آخر ما ذكره من النقائص فى حق علىّ وعثمان - رضى الله عنهما".
* *
اعتداده بنفسه وحملته على جمهور المسلمين
هذا... وإن المؤلف ليفخر كثيراً فى مواضع من تفسيره بنفسه وبأهل نِحْلته، ويرى أنه وحزبه أهل الإيمان الصادق، والدين القويم، والتفكير السليم، وأما مَن عداهم: فضالون مضلون، مبتدعون مخطئون.
فمثلاً نجده عند تفسيره لقوله تعالى فى الآية [١٧٠] من سورة البقرة: ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتبعوا مَآ أَنزَلَ الله قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَآ أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَآءَنَآ﴾... الآية، يقول ما نصه: "واعلم أن الحق هو القرآن والسُّنَّة، وما لم يخالفهما من الآثار، فمَن قام بذلك. فهو الجماعة والسواد الأعظم، ولو كان واحداً، لأنه نائب النبى ﷺ والصحابة، والتابعين الذين اهتدوا، وكل مهتد. ومَن خالف ذلك، فهو مبتدع ضال، ولو كان جمهوراً. هذا ما يظهر لي بالاجتهاد، وكنت أقرره للتلاميذ عام تسع وسبعين ومائتين وألف.. فأصحابنا الإباضية الوهبية هم الجماعة والسواد الأعظم وأهل السُّنَّة ولو كانوا أقل الناس. لأنهم المصيبون فى أمر التوحيد، وعلم الكلام، والولاية، والبراءة، والأصول دون غيرهم".
وعند تفسيره لقوله تعالى فى الآية [١١٢] من سورة هود: ﴿فاستقم كَمَآ أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ﴾... الآية، يقول ما نصه: "واعلم يا أخى - رحمك الله - أنى


الصفحة التالية
Icon