جنكيز خان، كما يقال إنه مدفون بالشونزية ببغداد، قرب السرى السقطى والجنيد".
* وأما علاء الدولة السمنانى:
فهو أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد السمنانى، البيانانكى، الملقب بعلاء الدولة، وركن الدين، والمولود سنة ٦٥٩ هـ (تسع وخمسين وستمائة). تفقه وطلب الحديث على كثير من شيوخ عصره، حتى برع فى العلم، قال الذهبى: "كان إماماً جامعاً. كثير التلاوة، وله وقع فى النفوس، وكان يحط على ابن عربى ويُكَفِّره، وكان مليح الشكل، حسن الخُلُق، غزير الفتوة، كثير البر، يحصل له من أملاكه نحو تسعين ألفاً فينفقها فى القرب. أخذ عن صدر الدين بن حمويه، وسراج الدين القزوينى، وإمام الدين بن علىّ مبارك البكرى. وذكر أن مصنفاته تزيد على ثلاثمائة".
وذكره الأسنوى فى طبقاته وقال: "كان عالماً مرشداً، له كرامات وتصانيف فى التفسير والتصوف وغيرهما"، ومن مصنفاته مدارج المعارج، وتكملة التأويلات النجمية. وذكر صاحب كشف الظنون أن له تفسيراً كبيراً فى ثلاثة عشر مجلداً، ولكن لم يبين لنا إن كان هذا التفسير على طريقة القوم أو طريقة المفسِّرين. وكان رحمه الله قد دخل بلاد التتار، ثم رجع وسكن تبريز وبغداد، ومات فى رجب سنة ٧٣٦ هـ (ست وثلاثين وسبعمائة من الهجرة).
* *
* التعريف بهذا التفسير وطريقة مؤلفيه فيه:
يقع هذا التفسير فى خمس مجلدات كبار، ومنه نسخة مخطوطة بدار الكتب، وهى التى رجعنا إليها. ينتهى المجلد الرابع عند قوله تعالى فى الآيتين [١٧، ١٨] من سورة الذاريات: ﴿كَانُواْ قَلِيلاً مِّن الليل مَا يَهْجَعُونَ * وبالأسحار هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ﴾.. وهذا هو نهاية ما وصل إليه نجم الدين داية فى تفسيره، أما المجلد الخامس، فهو تكملة لهذا التفسير، كتبه علاء الدولة وجعله تتمة لكتاب نجم الدين داية، وقد قدَّم لهذه التكملة بمقدمة طويلة لا يفهمها إلا مَن يعرف لغة القوم واصطلاحاتهم، ولهذا يقول فيها: ".. ولا يؤمن أحد بالذى قلته إلا بعد السلوك، ومشاهدته من حيث العيان ما سمعه من هذا البيان.. "، ثم بعد أن فرغ من المقدمة، فسَّر الفاتحة على طريقة القوم، مع


الصفحة التالية
Icon