هذا.. وإنى حين أميل لهذا الرأى - أعنى كون التفسير للقاشانى - أؤيده بما يأتى:
أولاً: أن جميع النسخ الخطية منسوبة للقاشانى، والاعتماد على النسخ المخطوطة أقوى، لأنها الأصل الذى أُخذت عنه النسخ المطبوعة.
ثانياً: قال فى كشف الظنون: "تأويلات القرآن" المعروف بتأويلات القاشانى، هو تفسير بالتأويل على اصطلاح أهل التصوف إلى سورة (ص) للشيخ كمال الدين أبى الغنائم عبد الرزاق جمال الدين الكاشى السمرقندى، المتوفى سنة ٧٣٠ هـ (ثلاثين وسبعمائة)، أوله: الحمد لله الذى جعل مناظم كلامه مظاهر حسن صفاته... " إلخ، وقد رجعنا إلى مقدمة التفسير المنسوب لابن عربى، فوجدنا أوله هذه العبارة المذكورة بنصها.
ثالثاً: فى تفسير سورة القصص من هذا الكتاب عند قوله تعالى فى الآية [٣٢] :﴿واضمم إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرهب﴾ يقول: "... وقد سمعت شيخنا نور الدين عبد الصمد قدّس روحه العزيز فى شهود الوحدة ومقام الفناء عن أبيه أنه... إلخ". ونور الدين هذا هو نور الدين عبد الصمد ابن علىّ النطنزى الأصفهانى، والمتوفى فى أواخر القرن السابع، وكان شيخاً لعبد الرزاق القاشانى، المتوفى سنة ٧٣٠هـ (ثلاثين وسبعمائة من الهجرة). كما يُستفاد ذلك من كتاب نفحات الأنُس في مناقب الأولياء (ص ٥٣٤ - ٥٣٧). وغير معقول أن يكون نور الدين عبد الصمد النطنزى المتوفى فى أواخر القرن السابع الهجرى شيخاً لابن عربى المتوفى سنة ٦٣٨ هـ (ثمان وثلاثين وستمائة من الهجرى).
لهذا كله نستطيع أن نؤكد أن هذا التفسير ليس لابن عربى، وإنما هو لعبد الرزاق القاشانى الصوفى.
* * *
* التعريف بهذا التفسير وطريقة مؤلفه فيه:
هذا التفسير جمع مؤلفه فيه بين التفسير الصوفى النظرى، وبين التفسير الإشارى، ولم يتعرض فيه للكلام عن التفسير الظاهر بحال من الأحوال.
أما ما فيه من التفسير الصوفى النظرى: فغالبه يقوم على مذهب وحدة الوجود، ذلك المذهب الذى كان له أثره السئ فى تفسير القرآن الكريم.


الصفحة التالية
Icon