النفس، واغتيال العدو اللَّعين، وتخطف جن القوى البدنية أهله، وارزق أهله من ثمرات معارف الروح أو حكمه أو أنواره، ﴿مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بالله واليوم الآخر﴾ مَن وَحَّدَ الله منهم وعلم المعاد، ﴿قَالَ وَمَن كَفَرَ﴾ أى: ومن احتجب أيضاً من الذين سكنوا الصدر، ولا يجاوزون حده بالترقى إلى مقام العين، لاحتجاجهم بالعلم الذى وعاؤه الصدر، فأُمتعه قليلاً من المعانى العقلية، والمعلومات الكلية، النازلة إليهم من عالَم الروح على قدر ما تعيَّشوا به، ثم أضطره إلى عذاب نار الحرمان والحجاب، وبئس المصير مصيرهم لتعذبهم بنقصانهم، وتألمهم بحرمانهم".
وفى سورة الأنعام عند قوله تعالى فى الآيى [٩٥] :﴿إِنَّ الله فَالِقُ الحب والنوى يُخْرِجُ الحي مِنَ الميت وَمُخْرِجُ الميت مِنَ الحي ذلكم الله فأنى تُؤْفَكُونَ﴾.. يقول ما نصه: "إن الله فالق حبة القلب بنور الروح عن العلوم والمعارف. ونور النفس بنور القلب عن الأخلاق والمكارم، ويخرج حى القلب عن ميت النفس تارة باستيلاء نور الروح عليها ومخرج ميت النفس عن حي القلب أخرى بإقباله عليها، واستيلاء الهوى وصفات النفس عليه، ذلكم الله القادر على تقليب أحوالكم، وتقليبكم فى أطواركم، فأنَّى تُصرفون عنه إلى غيره".
* * *
* نماذج من التفسير المبنى على وحدة الوجود:
فى سورة آل عمران عند قوله تعالى فى الآية [١٩١] :﴿رَبَّنَآ مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾.. يقول: "ربنا ما خلقت هذا الخلق باطلاً، أي شيئاً غيرك، فإن غير الحق هو الباطل، بل جعلته أسماءك ومظاهر صفاتك. سبحانك: ننزهك أن يوجد غيرك، أى يقارن شىء فردانيتك أو يُثَنِّى وحدانيتك.. ".
وفى سورة الواقعة عند قوله تعالى فى الآية [٥٧] :﴿نَحْنُ خَلَقْنَاكُمْ فَلَوْلاَ تُصَدِّقُونَ﴾.. يقول: "نحن خلقناكم بإظهاركم بوجودنا وظهورنا فى صوركم".
وفى سورة الحديد عند قوله تعالى فى الآية [٤] :﴿وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ﴾.. يقول: "وهو معكم أينما كنتم بوجودكم به، وظهوره فى مظاهركم".
وفى سورة المجادلة عند قوله تعالى فى الآية [٧] :﴿مَا يَكُونُ مِن نجوى ثَلاَثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ﴾... الآية، يقول: "لا بالعدد والمقارنة، بل بامتيازهم عنه بتعيناتهم. واحتجابهم عنه بماهياتهم ونياتهم، وافتراقهم منه بالإمكان اللازم لماهياتهم وهوياتهم، وتحققهم بوجوبه اللازم لذاته، واتصاله بهم بهويته المندرجة فى هوياتهم، وظهوره فى