لا أدرى كيف يفعل بالأحاديث الثابتة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، والتى تقرر أن الشيطان حقيقة لها وجود خارجى.
* *
وأنكر بعضهم وجود عالَم الجن، وتأوَّل ما جاء من ذلك صريحاً فى آيات القرآن الكريم، ففسَّر قوله تعالى فى أول سورة الجن:
﴿قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ استمع نَفَرٌ مِّنَ الجن﴾ | . الآية، بأن الجن قبيلة من العرب. |
* *
ووجدنا غير هؤلاء جميعاً رجلاُ نُكِس على رأسه، فطوَّعت له نفسه أن يخوض فى تفسير كتاب الله على ما به من غواية وعماية، وأخيراً طلع على الناس بكتاب مختصر فى تفسير القرآن الكريم، تفسيراً جمع فيه الكثير من وساوسه وأوهامه، ثم سوَّل له الغرور أن يسميه "الهداية والعرفان فى تفسير القرآن بالقرآن".
أحدث هذا التفسير ضجة كبرى فى المحيط العلمى، وقام رجال الأزهر وقعدوا من أجله، ثم أُلِّفت لجنة من بعض العلماء لتنظر فى هذا الكتاب، ثم لتحكم عليه بما ترى فيه، ثم رفعت اللّجنة تقريرها لشيخ الأزهر إذ ذاك، وفيه تفنيد لآراء الرجل وحكم عليه بأنه "أفَّاك خرَّاص، اشتهى أن يُعرف فلم ير وسيلة أهون عليه وأوفى بغرضه من الإلحاد فى الدين بتحريف كلام الله عن مواضعه، ليستفز الكثير من الناس إلى الحديث فى شأنه وترديد سيرته".
ثم صودر الكتاب واختفى عن أعين الناس ﴿فَأَمَّا الزبد فَيَذْهَبُ جُفَآءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ الناس فَيَمْكُثُ فِي الأرض﴾.
قرأت ما جاء فى تقرير اللَّجنة الأزهرية، ولكننى أردت أن أطلع على الكتاب نفسه، فعملت كل ما أستطيع حتى استصدرت تصريحاً من دار الكتب المصرية بالاطلاع على هذا الكتاب الذى مُنِع من التداول بين الناس.
* *
* حملته على جميع المفسِّرين:
جاءنى الكتاب وقرأت فيه، فوجدت مؤلِّفه قد قدَّم له بمقدمة عاب فيها المفسِّرين وكتب التفسير جميعاً فقال: "وقد بلغ الدس والحشو فى التفاسير أنك لا تجد أصلاً من أصول القرآن إلا وتجد بجانبه رواية موضوعة، لهدمه وتبديله، والمفسِّرون قد وضعوا هذا فى كتبهم من حيث لا يشعرون".
* *
* طريقته فى التفسير:
ثم قال بعد ذلك: "فهذا كله - يعنى الدس والحشو فى التفاسير - دعانى إلى