وعند قوله تعالى فى الآية [١٥٨] من سورة الصافات: ﴿وَجَعَلُواْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الجنة نَسَباً وَلَقَدْ عَلِمَتِ الجنة إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ﴾.. يقول: "الجِنَّة أو الجن: سادتهم وكبراؤهم".
وعند قوله تعالى فى الآيتين [٣٧، ٣٨] من سورة (ص) :﴿والشياطين كُلَّ بَنَّآءٍ وَغَوَّاصٍ * وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الأصفاد﴾.. نجده يقول: ﴿الشياطين﴾ يطلقون على الصُنَّاع الماهرين والأشقياء المجرمين، ﴿مُقَرَّنِينَ فِي الأصفاد﴾ مسلوكين فى القيود، ومنها تفهم أن سليمان كان يشغل المسجونين من أصحاب الصناعات للانتفاع بهم".
* *
* إنكاره لأحكام من الدين لم ينازع فيها أحد من المجتهدين:
ولقد سوَّلت للمؤلف نفسه أن يتأول بعض آيات الأحكام على غير ما أراد الله، وعلى مقتضى هواه الذى لا يخضع لقواعد اللُّغة ولا لأصول الشريعة!!
* حد السرقة:
فمثلاً عند قوله فى الآية [٣٨] من سورة المائدة: ﴿والسارق والسارقة فاقطعوا أَيْدِيَهُمَا﴾... الآية، يقول: "واعلم أن لفظ السارق والسارقة يعطى معنى التعود. أى أن السرقة صفة من صفاتهم الملازمة لهم، ويظهر لك من هذا المعنى: أن مَن سرق مرة أو مرتين ولا يستمر فى السرقة ولم يتعود اللصوصية لا يُعاقَب بقطع يده، لأن قطعها فيه تعجيز له، ولا يكون ذلك إلا بعد اليأس من علاجه".
* حد الزنا:
وعند قوله تعالى فى الآية [٢] من سورة النور: ﴿الزانية والزاني فاجلدوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ﴾... الآية، نجده يقول: ﴿الزانية والزاني﴾ يُطلق هذا الوصف على المرأة والرجل إذا كانا معروفين بالزنا وكان من عادتهما وخُلُقهما، فهما بذلك يستحقان الجَلْد".
* تعدد الزوجات:
فى الآية [٣] من سورة النساء: ﴿وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي اليتامى فانكحوا مَا طَابَ لَكُمْ مِّنَ النسآء مثنى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ﴾.... الآية، نجده يقول: ﴿مِّنَ النسآء﴾ نساء اليتامى الذين فيهم الكلام - هكذا بالأصل - لأن الزواج منهن يمنع الحرج فى أموالهن، ومن هذا تفهم أن تعدد الزوجات لا يجوز إلا للضرورة التى يكون فيها التعدد مع العدل أقل ضرراً على المجتمع من تركه، لتعلم أن التعدد لم


الصفحة التالية
Icon