عليه تعيين الإمام لهم، ويكون معصوماً من الكبائر والصغائر، وأن علياً رضى الله عنه، هو الذى عيَّنه رسول الله صلوات الله وسلامه عليه".
لم يكن الشيعة جميعاً متفقين فى المذهب، والعقيدة، بل تفرّقت بهم الأهواء فانقسموا إلى فِرَق عِدّة، يرجع أساس اختلافها وانقسامها إلى عاملين قويين، كان لهما كل الأثر تقريباً في تعدد فِرَق الشيعة وتفرق مذاهبهم.
أولهما: اختلافهم فى المبادئ والتعاليم، فمنهم مَن تغالى فى تشيعه وتطرّف فيه إلى حد جعله يلقى على الأئمة نوعاً من التقديس والتعظيم، ويرمى كل مَن خالف علياَ وحزبه بالكفر. ومنهم مَن اعتدل فى تشيعه فاعتقد أحقية الأئمة بالإمامة وخطأ مَن خالفهم، ولكن ليس بالخطأ الذى يصل بصاحبه إلى درجة الكفر.
وثانيهما: الاختلاف فى تعيين الأئمة، وذلك أنهم اتفقوا جميعاً على إمامة علىّ رضى الله عنه، ثم على إمامة ابنه الحسن من بعده، ثم على إمامة الحسين من بعد أخيه. ولما قُتل الحسين على عهد يزيد بن معاوية تعددت وجهة نظر الشيعة فيمن يكون الإمام بعد الحسين رضى الله عنه:
ففريق يرى أن الخلافة بعد قتل الحسين انتقلت إلى أخيه من أبيه، محمد ابن علىّ، المعروف بابن الحنفية، فبايعوه بها.
وفريق ثان: يرى حصر الإمامة فى ولد علىّ من فاطمة، وقد أصبحت بعد قتل الحسين حقاً لأولاد الحسن، لأنه أكبر إخوته فلا يؤثر بها غير أولاده، وهم ينتظرون كبرهم ليبايعوا أرشدهم.
وفريق ثالث: يرى ما يراه الفريق الثانى من حصرها فى ولد علىّ من فاطمة، غاية الأمر أنه يقول: إن الحسن قد تنازل عنها فسقط حق أولاده فيها، وبقيت الإمامة حقاً لأولاد الحسين الذى قُتل من أجلها فهم أولى بالانتظار.
بلغ عدد الفِرَق التي انقسم إليها الشيعة حداً كبيراً من الكثرة، منها مَن تغالى في تشيعه وتجاوز بمعتقداته حد العقل والإيمان، ومنها مَن اعتدل فى تشيعه فلم تبالغ كما بالغ غيرها.
ولست بمستوعب كل هذه الفرق، ولكنى سأقتصر على فرقتين هما: الزيدية، والإمامية "الإثنا عشرية"، والإسماعيلية، لأنى لم أعثر على مؤلفات فى التفسير لغير هاتين الفرقتين من فرق الشيعة.
* *
الزيدية
أما الزيدية، فهم أتباع زيد بن عليّ بن الحسين رضى الله عنهم، طمحت نفسه إلى