جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَداً} [الكهف: ١٠٩]، ويقول: ﴿وَلَوْ أَنَّمَا فِي الأرض مِن شَجَرَةٍ أَقْلاَمٌ والبحر يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ الله﴾ [لقمان: ٢٧]، وهذا علم القرآن ومعانيه وما أودع من عجائبه، فكيف ترى مقدار ما أخذته من جميع هذا القرآن؟ ولكن القدر الذى أخذته قد فضَّلَك الله به على كل مَن لا يعلم كعلمك ولا يفهم كفهمك.
ثم ذكرا ما كان من أمر عدول الحسن بن زيد العلوى عن بطشه وفتكه، وعدم تعرضه للناس فى مذاهبهم، وأمره لأبويهما بملازمة الإمام أبى محمد الحسن العسكرى لما سمع بهذا قال: هذا حين إنجازى ما وعدتكما من تفسير القرآن، ثم قال: قد وظَّفتُ لكما كل يوم شيئاً منه تكتبانه، فالزَمانى وواظبا على توفيق الله تعالى من العبادة حظوظكما. فأول ما أملى علينا أحاديث فى فضل القرآن وأهله، ثم أملى علينا التفسير بعد ذلك فكتبناه فى مدة مقامنا عنده، وذلك سبع سنين، نكتب فى كل يوم منه مقدار ما ننشط له، فكان أول ما أملى علينا وكتبناه قال: "حدَّثنى أبى: علىّ بن محمد، عن أبيه: محمد بن علىّ، عن أبيه: علىّ بن موسى، عن أبيه: موسى ابن جعفر، عن أبيه: جعفر بن محمد الصادق، عن أبيه: الباقر محمد ابن علىّ، عن أبيه: علىّ بن الحسين زين العابدين، عن أبيه: الحسين ابن علىّ سيد المستشهدين، عن أبيه: أمير المؤمنين وسيد الوصيين وخليفة رسول الله رب العالمين، فاروق الأُمة، وباب مدينة الحكمة، ووصى رسول الرحمة، علىّ بن أبى طالب صلوات الله عليه وعليهم أجمعين، عن رسول رب العالمين، وسيد المرسلين، وقائد الغُرّ المُحجَّلين، والمخصوص بأشرف الشفاعات فى يوم الدين، صلى الله عليه وآله أجمعين".
ثم ذكر شيئاً من الأخبار فى فضل القرآن وحملته.. ثم قال: "قال رسول الله: "أتدرون من المتمسك الذى بتمسكه ينال هذا الشرف العظيم؟ هو الذى أخذ القرآن وتأويله عنا أهل البيت، وعن وسائطنا السفراء عنا إلى شيعتنا، لا عن آراء المجادلين وقياس القايسين.. ". ثم قال: "قال رسول الله ﷺ فى قوله تعالى: ﴿ياأيها الناس قَدْ جَآءَتْكُمْ مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَآءٌ لِّمَا فِي الصدور وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ * قُلْ بِفَضْلِ الله وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ﴾ [يونس: ٥٧ـ٥٨] قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فضَّلَ الله عَزَّ وجَلَّ القرآن والعلم بتأويله. وبرحمته: توفيقه لموالاة محمد وآله الطيبين، ومعاداة أعدائهم.. ".
ثم ذكر الحسن العسكرى تفسير "أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم" منسوباً إلى علىّ رضى الله عنه، وفيه يقول علىّ: "ألا أُنبئكم ببعض أخبارنا؟ قالوا: بلى يا أمير المؤمنين. قال: إن رسول الله لما بنى مسجده بالمدينة وأشرع فيه بابه وأشرع المهاجرين والأنصار أبوابهم، أراد الله إبانة محمد وآله الأفضلين بالفضيلة، فنزل جبريل