الظاهر ويخالفونك فى الباطن، ﴿وَدَعْ أَذَاهُمْ﴾ مما يكون منهم من القول السئ فيك وفى ذويك، ﴿وَتَوَكَّلْ عَلَى الله﴾ فى إتمام أمرك وإقامة حُجَّتك، فإن المؤمن هو الظاهر بالحُجَّة وإن غُلِبَ فى الدنيا، لأن العاقبة له، لأن غرض المؤمنين فى كدحهم فى الدنيا إنما هو الوصول إلى نعيم الأبد فى الجنة، وذلك حاصل لك ولآلك ولأصحابك وشيعتك.
ثم إن رسول الله ﷺ لم يلتفت إلى ما بلغه عنهم، وأمر زيداً فقال: "إن أردت أن لا يصيبك شرهم ولا ينالك مكرهم فقل إذا أصبحت: أعوذُ بالله من الشيطان الرجيم، فإن الله يعيذك من شرهم، فإنهم شياطين يُوحى بعضهم إلى بعض زخرف القول غروراً، وإذا أردت أن يُؤَمِّنك بعد ذلك من الغرق والحرق والسرق فقل إذا أصبحت: بسم الله ما شاء الله لا يصرف السوء إلا الله، بسم الله لا يسوق الخير إلا الله، بسم الله ما شاء الله ما يكون من نعمة فمن الله، بسم الله ما شاء الله لا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم، بسم الله ما شاء الله وصلى الله على محمد وآله الطيبين، فإن مَن قالها ثلاثاً إذا أصبح أمن من الغرق والحرق والسرق حتى يمسى، ومَن قالها ثلاثاً إذا أمسى أمن من الحرق والغرق حتى يصبح، وإن الخضر وإلياس يلتقيان فى كل موسم، فإذا تفرقا تفرقا عن هذه الكلمات، وإن ذلك شعار شيعتى، وبه يمتاز أعدائى من أوليائى يوم خروج قائمهم.. ".
ثم ذكر حديثاً آخر طويلاً عن الباقر يتضمن ما كان من المحاورة بين العباس ورسول الله ﷺ بشأن إغلاق باب العباس وغيره، وإبقاء باب علىّ وحده، وفيه شهادة رسول الله ﷺ بالفضل لعلىّ على غيره، وفى آخره يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا عم رسول الله؛ إن شأن علىّ عظيم، إن حال علىّ جليل. وإن وزن علىّ ثقيل، وما وُضِع حب علىّ فى ميزان أحد إلا رجع على سيئاته، ولا وُضِع بغضه فى ميزان أحد إلا رجح على حسناته"... إلخ.
هذا.. والكتاب مطبوع فى مجلد صغير يقع فى (٢٨٦ صحيفة)، وهو غير شامل للقرآن كله، بل بعد الفراغ من المقدمة وشرح الاستعاذة شرع فى الفاتحة ففسَّرها، ثم شرع فى سورة البقرة فوصل فيها إلى قوله تعالى فى الآية [١١٤] :﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَّنَعَ مَسَاجِدَ الله أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسمه وسعى فِي خَرَابِهَآ أولائك مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَآ إِلاَّ خَآئِفِينَ لَّهُمْ فِي الدنيا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخرة عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾.. (وذلك يبدأ من أول الكتاب إلى ص ٢٣٦).
ومن قوله تعالى فيها: ﴿إِنَّ الصفا والمروة﴾ الآية [١٥٨]... إلى قوله: ﴿وَلَكُمْ فِي القصاص حَيَاةٌ﴾ الآية [١٧٩].. (وذلك يبدأ من ص ٢٣٦ إلى ص ٢٥٤).