وأما الرجعة: فهى عقيدة لازمة لفكرة المهدية، ومعناها: أنه بعد ظهور المهدى المنتظر، يرجع النبى ﷺ إلى الدنيا، ويرجع علىّ، والحسن، والحسين، بل وكل الأئمة، كما يرجع خصومهم، كأبى بكر وعمر، فيُقتص لهؤلاء الأئمة من خصومهم، ثم يموتون جميعاً، ثم يحيون يوم القيامة.
وأما التقية: فمعناها المداراة والمصانعة، وهى مبدأ أساسى عندهم، وجزء من الدين يكتمونه عن الناس، فهى نظام سرى يسيرون على تعاليمه، فيدعون فى الخفاء لإمامهم المختفى ويظهرون الطاعة لمن بيده الأمر، فإذا قويت شوكتهم أعلنوها ثورة مسلحة فى وجه الدولة القائمة الظالمة.
هذه هى أهم تعاليم الإمامية الإثنا عشرية، وهم يستدلون على كل ما يقولون ويعتقدون بأدلة كثيرة، غير أنها لا تُسلَّم لهم، ولا تُثبت مدعاهم. ونحن نمسك عنها وعن ردها خوف الإطالة، وسيمر بك - إن شاء الله تعالى - شىء من ذلك.
* *
الإمامية الاسماعيلية
وأما الإمامية الإسماعيلية، فيرون أن الإمامة بعد جعفر الصادق انتقلت إلى ابنه إسماعيل، بالنص من أبيه على ذلك، قالوا: وفائدة النص مع أنه مات قبل أبيه هو بقاء الإمامة فى عقبه، ثم انتقلت الإمامة من إسماعيل إلى ابنه محمد المكتوم، وهو أول الأئمة المستورين، وبعده تتابع أئمة مستورون إلى أن ظهر بالدعوة الإمام عبد الله المهدى رأس الفاطميين.
ثم إن هؤلاء الإمامية الإسماعيلية لُقِّبوا بسبعة ألقاب، وبعض هذه الألقاب أسماء لبعض فرقهم، وهذه الألقاب هى ما يأتى:
١- الإسماعيلية: لإثباتهم الإمامة لإسماعيل بن جعفر الصادق كما قلناه.
٢- الباطنية: لقولهم بالإمام الباطن أى المستور، أو لقولهم بأن للقرآن ظاهراً وباطناً، والمراد منه باطنه دون ظاهره.
٣- القرامطة: لأن أولهم الذى دعا الناس إلى مذهبهم رجل يقال له "حمدان قرمط".
٤- الحرمية: لإباحتهم المحرَّمات والمحارم.