قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَكَذَلِكَ يُحَدِّثُونَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَمَّنْ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: «نَزَلَ الْقُرْآنُ بِلُغَةِ الْكَعْبَيْنِ؛ كَعْبِ قُرَيْشٍ وَكَعْبِ خُزَاعَةَ». قِيلَ لَهُ: وَكَيْفَ ذَاكَ؟ قَالَ: «لِأَنَّ الدَّارَ وَاحِدَةٌ». قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: يَعْنِي أَنَّ خُزَاعَةَ جِيرَانُ قُرَيْشٍ فَأَخَذُوا لُغَتَهُمْ
وَأَمَّا الْكَلْبِيُّ، فَإِنَّهُ يُرْوَى عَنْهُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: نَزَلَ الْقُرْآنُ عَلَى سَبْعِ لُغَاتٍ، مِنْهَا خَمْسٌ بِلُغَةِ الْعَجُزِ مِنْ هَوَازِنَ. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَالْعَجُزُ هُمْ سَعْدُ بْنُ بَكْرٍ، وَجُشَمُ بْنُ بَكْرٍ، وَنَصْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، وَثَقِيفُ. وَهَذِهِ الْقَبَائِلُ الَّتِي يُقَالُ لَهَا عُلْيَا هَوَازِنَ. وَهُمُ الَّذِينَ قَالَ فِيهِمْ أَبُو عَمْرِو بْنُ الْعَلَاءِ: أَفْصَحُ الْعَرَبِ عُلْيَا هَوَازِنَ وَسُفْلَى تَمِيمٍ، فَهَذِهِ عُلْيَا هَوَازِنَ، وَأَمَّا سُفْلَى تَمِيمٍ فَبَنُو دَارِمٍ
حَدَّثَنَا يَزِيدُ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْقِلٍ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ: لَا يُمِلَّنَّ فِي مِصَاحِفِنَا إِلَّا غِلْمَانُ قُرَيْشٍ وَثَقِيفٍ -[٣٤١]- قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَكَانَ أَبُو عَوَانَةَ يُحَدِّثُ بِهَذَا الْحَدِيثِ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، عَنْ عُمَرَ