الإتيان بلفظ يقوم مقام اللفظ منه، أو أن يأتوا بآية على غير الوجه الذى
جاءت به فى البيان المعجز...
وهذا هو مجال المحاولة المتواضعة التى أقدمها اليوم فى فهم إعجاز البيان
القرآني، لا أجحد بها جهود السلف الصالح فى خدمة القرآن الكريم، تفسيرًا
وإعرابًا وبلاغة وإعجازًا، وقد زودتنى بمعالم هادية على الطريق الذى سرت فيه من حيث انتهت خطواتهم. واثقة أن الأجيال بعدنا حين تبدأ من حيث انتهى بنا الجهد، سوف تجتلى من أسراره الباهرة ما تضيفه إلى عطاء السلف
الصالح، رضى الله عنهم.
الجزء الأول، في الإعجاز البياني، يجمع خلاصة مما لمحت من أسراره
الباهرة، فى دراساتي القرآنية المنشورة من قبل: وبحوث قدمتها إلى
مؤتمرات: المستشرقين بالهند (سنة ١٩٦٤) والأدباء العرب ببغداد (١٩٦٥)
وندوة علماء الإسلام بالمغرب (١٩٦٨) وأسبوع القرآن بجامعة أم درمان
الإسلامية (١٩٦٨) ومحاضرات فى الدراسات القرآنية العليا بجامعة القرويين.
وأما الجزء الثاني، فمحاولة تطبيقة لمنهج الدرس الاستقرائى للنص
القرآني، بدراسة نحو مائتى مسألة فى كلمات قرآنية، سأل فيها نافع بن
الأزرق، عبدَ الله بن عباس رضى الله عنهما، وطلب إليه فى تفسير كل مسألة منها أن يأتي بشاهد له من كلام العرب.
قدمتها فى الطبعة الأولى، ولم أكن وقفت على مخطوطات ثلاث للمسائل،
بالخزانة الظاهرية بدمشق ودار الكتب المصرية، أتاحت لى فى هذه الطبعة