المذاب يصب على رءوسهم. وعنه أيضاً، وعن سعيد بن جبير: الدخان الذي لا لهب فيه. وهو قول الخليل. وعن ابن مسعود أنه المهل، وعن الضحاك: وهو دردى الزيت المغلي. وعن الكسائي: النار التي لها ريح شديدة.
وفي البحر المحيط: الدخان لا لهب فيه وهو معروف من كلام العرب - وأنشد بيت الجعدي - والنار لها ريح شديدة، وقيل الصفر المذاب.
قال الراغب: ﴿مِنْ نَارٍ وَنُحَاسٌ﴾ : فالنحاس اللهيب بلا دخان، وذلك تشبيه في اللون بالنحاس. والنحس ضد السعد ﴿فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ﴾ ﴿فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ﴾ وأصل النحس أن يحمر الأفق فيصير كالنحاس أي لهب بلا دخان، فصار ذلك مثلاً للشؤم (المفردات).
والآيات الثلاث، في العذاب والشؤم. وأغنى سياقها من فسروا النحاس بمثل ما في المسألة. عن الاحتراز بأن اللهب بغير دخان قد ينفع في الدفء الاصطلاء، وفي الشي والإنضاج.
والله أعلم.
* * *
٢٥ - ﴿أَمْشَاجٍ﴾
قال: فأخبرني عن قول الله - عز وجل -: ﴿أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ﴾ ما الأمشاج؟ قال: ماء الرجل وماء المرأة إذا اجتمعا في الرحم كان مشيجا. قال: وهل كانت العرب تعرف ذلك؟ قال نعم، أما سمعت بقول أبي ذؤيب الهذلى:


الصفحة التالية
Icon