لا تهلك أسىً وتجلِد * (١ / ١٧١) وبالحزن فسر الطبري آية الحديد عن ابن عباس. وعنه أيضاً قال: الصبر عند المصيبة والشكر عند النعمة (٢٧ / ١٣٥) ونحوه ما في الكشاف، وجامع القرطبي وأنشدٍ: * يقولون لا تهلك أسى وتجمل * (١٧ / ٢٥٨) وفسر "الراغب" الأسى بالحزن، وقال: وحقيقته اتباع الفائت بالغم. وأصله من الواو لقولهم: رجل أسَوان أي حزين.
وتفسير الأسى بالحزن قريب، وفيه مع هذا القرب، أن الأسى يكون على ما فات، والحزن قد يكون على حاضر أو آت: ﴿فَلَا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ﴾ ﴿إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ﴾ ﴿تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ﴾
صدق الله العظيم
* * *
٧٣ - ﴿يَصْدِفُونَ﴾
قال: يا ابن عباس، أخبرني عن قول الله - عز وجل -: ﴿يَصْدِفُونَ﴾
قال: يعرضون عن الحق، نَزَلت في قريش. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت قول أبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب:
عجبتُ لحِلمِ اللهِ عنا وقد بدا... له صَدْفُنا عن كلَّ حقًّ مُنَزَّلِ
من (ك، ط) مع (تق)
= الكلمة من آيتى الأنعام:
﴿انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ ثُمَّ هُمْ يَصْدِفُونَ﴾ ٤٦
﴿فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَّبَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَصَدَفَ عَنْهَا سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يَصْدِفُونَ﴾ - ١٥٧


الصفحة التالية
Icon