وقال ابن الأثير في (النهاية) :"وسواء الشيء وسطه، لاستواء المسافة إليه من الأطراف"
والوسط المكاني هو المعنى القريب، ولعله ليس مراداً، بل هو من الكناية المراد بها: صميم الجحيم.
والشاهد من بيت الشاعر يَقوى أيضاً بحمله على الكناية. وكذلك حديث أبي بكر - رضي الله عنه -: "أمكنت من سواء الثغرة" قال ابن الأثير في النهاية: "أي وسط ثغرة البحر" وأطمئن فيه إلى دلالة الكناية فيه، على معنى صميم الثغرة. والله أعلم.
* * *
٩٧ - ﴿مَخْضُودٍ﴾
وسأل نافع بن الأزرق عن قوله تعالى: ﴿سِدْرٍ مَخْضُودٍ﴾
فقال ابن عباس: الذي ليس به شوك. واستشهد بقول أمية بن أبي الصلت:
إن الحدائق في الجنانِ ظليلةٌ... فبها الكواعبُ سدرُها مخضود
(تق) وفي (ك، ط) قال: الذي ليس بشوك
= الكلمة من آية الواقعة ٢٨ في نعيم الآخرة:
﴿وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ (٢٧) فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ (٢٨) وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ (٢٩) وَظِلٍّ مَمْدُودٍ﴾
وحيدة يف القرآن، صيغة ومادة.
وأما كلمة سِدْر، فجاءت في آية سبأ ١٦: ﴿وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ﴾


الصفحة التالية
Icon