أخو الحرب إن عضَّتْ به الحرب عضها... وإن شمرت عن ساقها الحربُ شمرا
= الكلمة في المسألة الأولى، من آية القلم ٤٢:
﴿يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ (٤٢) خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ﴾
ومعها آية النمل ٤٤، والكشف عن الساق فيها على أصل معناه:
﴿قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَنْ سَاقَيْهَا﴾
الكشف عن الساق، والتشمير في مثل سياق آية القلم، عند اللغويين: كناية عن شدة الحرب والخوف (مجاز القرآن لأبي عبيدة والأساس: ش م ر" وقال الفراء في معنى آية القلم، عن ابن عباس: يريد القيامة والساعة لشدتها (٣ / ١٧٧) وفي الطبري: قال جماعة من الصحابة والتابعين من أهل التأويل: يبدو عن أمر شديد، وأسند عن ابن عباس قال: هو يوم حرب وشدة، وأنشد * وقامت الحرب بنا على ساق * وفي القرطبي عنه أيضاً: يكشف عن أمر عظيم، وأنشد بيت الهذلى بلفظ: * فتى الحرب * غير منسوب، وعن مجاهد عنه: هي أشد ساعة يوم القيامة...
والأقوال فيها متقاربة، كناية عن هول الموقف يوم الحشر، والله أعلم. وأنظر في صحيح البخاري: ك التفسير: باب يوم يكشف عن ساق، وفتح الباري معه. قال في الكشاف: وأصله في الروع... ومعنى الآية: يشتد الأمر ويتفاقم هوله، ولا كشف ثو ولا ساق (سورة القلم).
* * *
١٠٨ - ﴿إِيَابَهُمْ﴾
قال: يا ابن عباس، أخبرني عن قول الله - عز وجل -: ﴿إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ﴾
قال: الإياب المرجع. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت عبيد بن الأبرص وهو يقول: