دعَّ اليتيم في الآية تكذيباً بالدين. وفيما مَنَّ به الله تعالى على نبيه المصطفى عليه الصلاة والسلام: ﴿أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى﴾
صدق الله العظيم.
* * *
١٢٩ - ﴿مُنْفَطِرٌ﴾
وسأل نافع عن قوله تعالى: ﴿السَّمَاءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ﴾
فقال ابن عباس: منصدع من خوغ يوم القيامة. واستشهد بقول الشاعر:
طبَاهنَّ حتى أعوصّ الليل دونَها... أفاطير وَسْمِىَّ رواءٍ جذورهُا
(تق، ك، ط)
= الكلمة من آية المزمل ١٨:
﴿فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ يَوْمًا يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبًا (١٧) السَّمَاءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ كَانَ وَعْدُهُ مَفْعُولًا﴾
وحيدة الصيغة في القرآن، ومعها الفعل الماضي في آية الانفطار: ﴿إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ (١) وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انْتَثَرَتْ﴾
ومن المادة، جاء الفعل الثلاثي ماضياً ثماني مرات، الإسناد فيخا جميعاً سبحانه الذي "فطر" السموات والأرض، وفطرني وفطرنا وفطركم أول مرة. كما جاء اسن الفاعل ست مرات لله تعالى: ﴿فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾ ومعها ﴿فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا﴾.
و"فُطور" في آية الملك ٣: ﴿فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ﴾ و ﴿يَتَفَطَّرْنَ﴾ في آيتى مريم ٩٠، والشورى ٥.
في معنى آية المزمل، قال الفراء: منفطر به بذلك اليوم. والسماء تذكر وتؤنث، فهي ها هنا على وجه التذكير (٣ / ١٩٩).
وفي المجاز لأبي عبيدة، قال: جعُلت السماء بدلا من السقف، بمنزلة تذكير سماء